الجيش الفرنسي يدعم ساركوزي من أجل تجريب أسلحته الجديدة في ليبيا كشفت النشرية الأسبوعية الفرنسية المتخصصة ''لالتر أ''، التابعة لمجموعة ''أنديغو''، عن مساع فرنسية حثيثة لإقامة قنوات اتصال مع العقيد الليبي معمر القذافي، مشيرة إلى أن الزيارة التي سيقوم بها رئيس الدبلوماسية الفرنسية السابق، رولان دوما، ستكون داعمة لهذا المسعى الذي يسير على خطى واشنطن في ترك هامش لباريس في حربها الحالية في ليبيا. أوضحت نفس المصادر أن الزيارة الثانية لرولان دوما إلى طرابلس رفقة المحامي جاك فرجيس المبرمجة نهاية جويلية الجاري، لن تتم بمعزل عن الإليزي والكي دورسي التي ستتابع عن قرب الجولة التي سيقوم بها الدبلوماسي الفرنسي السابق، وستحرص باريس على عدم إبراز تناقض كبير في المسعى الفرنسي، خاصة بعد تصويت الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي) بأغلبية كبيرة في 12 جويلية الجاري على قرار مواصلة الحرب، حيث ستعتبر الزيارة بمثابة باب يفتح لها لتفادي إحداث القطيعة الكاملة مع طرابلس، خاصة مع التأييد الكامل الذي تبديه باريس للمجلس الوطني الانتقالي والدعم العسكري المعلن الذي خرق نصوص اللوائح الصادرة عن مجلس الأمن الدولي 1970 و.1973 ومن الواضح أن الدبلوماسية الفرنسية تابعت عن قرب الخطوات التي تقوم بها واشنطن التي فتحت باب الحوار المباشر مع العقيد معمر القذافي، علما بأن الإدارة الأمريكية المثقلة بالديون التي تجاوزت 14 ألف مليار دولار، كانت مجبرة على الانسحاب من الائتلاف الذي يقود الحرب في ليبيا، بعد تسجيل ارتفاع في تكاليف العمليات التي يقودها حاليا حلف شمالي الأطلسي (ناتو). ولكن أيضا لاعتبارات انتخابية بعد التجاذبات الكبيرة التي برزت بين الجمهوريين والديمقراطيين وتقييد الكونغرس الأمريكي لحركة الرئيس أوباما فيما يتعلق بتمويل الحرب في ليبيا. في نفس السياق، كشفت نفس النشرية عن سر الدعم المقدم من قبل المؤسسة العسكرية الفرنسية وهيئات التصنيع الحربي للرئيس ساركوزي وحملته العسكرية في لبيبا، مشيرة إلى أن الحرب في ليبيا سمحت للجيش الفرنسي بأن يجرب كافة أسلحته الجديدة، خاصة بالنسبة للقوات الجوية التي استخدمت 190 قنبلة موجهة من طراز ''أ 2 أس أم'' الذي جهز بها الجيش الفرنسي منذ أقل من سنتين، إلى جانب الأسلحة والتجهيزات الخاصة بالغواصات النووية الفرنسية التي لا تزال ترابط قرب السواحل الليبية. وعلى ضوء النتائج المتحصل عليها، فإن القوات الجوية والبحرية بالخصوص تدعم الحملة الفرنسية التي يقودها القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس نيكولا ساركوزي، وهو ما أكدته مذكرات داخلية، رغم تأكيد آخر التقارير على انتقاد ''ضمني'' للتقارير الصادرة عن مصالح الاستعلامات والمخابرات الفرنسية العسكرية والتي توقعت انهيار نظام العقيد معمر القذافي سريعا مع بدء الحملة العسكرية. وأكدت النشرية أن ساركوزي مصمم على توظيف ورقة الحرب في ليبيا لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 2012، وأنه وجد برفقة وزيره ألان جوبي الوصفة المناسبة لنيل ثقة ودعم العسكر أيضا، في انتظار نيل ثقة الناخبين. على صعيد آخر استقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أمس، وفدا ''عسكريا'' جاء من مدينة مصراتة، بحضور برنار هنري ليفي، مستشار ساركوزي في الحرب الليبية، وبحضور ''قائد الأركان الجنرال بنوا بوغا''، حسب ما نقلته الوكالة الفرنسية. وتعمل فرنسا على ضم مسلحي مصراتة إلى المجلس الانتقالي الذي أنشئ في بنغازي. وفي لقاء جمع ''جمعية صحافي الدفاع'' بوزير الدفاع الفرنسي، جرار لونغي، كشف هذا الأخير أنه ليس بإمكان المعارضة المسلحة ''الوصول إلى طرابلس''، لأن عدد أفرادها قليل حوالي 2000 مسلح إذ يعتقد أن الدور سيقوم به سكان طرابلس نيابة عن مسلحي بنغازي. وأضاف لونغي أنه لم يعد من الضروري إنزال الأسلحة بالمروحيات، وقد صارت الطائرات تستطيع الهبوط في الأماكن الموجودة تحت سيطرتهم. وقال أيضا إن المعارضة أصبحت تسيطر على منابع الطاقة كون محطة تكرير البنزين في قبضتها. من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبي، إنه باستطاعة معمر القذافي البقاء في ليبيا، شريطة أن يبتعد عن الحكم. ووضع ذلك شرطا أساسيا لوقف إطلاق النار. وعن الحكم الصادر من المحكمة الدولية في حق القذافي، قال إن الموضوع محل نقاش. بالمقابل التقى وزير الخارجية الليبي، عبد العاطي العبيدي، بنظيره الروسي، سيرغي لافروف، أمس بموسكو، وصرح بأن ذهاب القذافي ليس مطروحا في النقاش. وعلى الصعيد الميداني تواصلت، أمس، المعارك بين قوات المعارضة والجيش الليبي بمدينة البريقة الإستراتيجية، وفي وقت تحدثت فيه تقارير إعلامية، أول أمس، عن سيطرة المعارضة على ميناء المدينة النفطية، ذكرت وكالة اسوشييتد برس، أمس، بأن قوات المعارضة تكبدت خسائر بشرية كبيرة بلغت في حصيلة أولية 18 قتيلا و158 جريح وفق إحصائيات طبية. كما أفادت الوكالة نقلا عن ضابط في صفوف قوات المعارضة أنه لا زالوا بعيدين عن المدينة بحوالي 5 إلى 10 كلم. ذات المصدر تحدث عن استخدام الأسلحة الثقيلة في تبادل لإطلاق النار بمدينة مصراتة.