فرجيس: كل المتهمين في محكمة الجنايات الدولية من ذوي البشرة السوداء أعلن المحامي، وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، رولان دوما، والمحامي والحقوقي الشهير، الفرنسي، جاك فرجيس، أنهما حلا بليبيا، أمس الأحد، للإعداد لرفع دعوى قضائية نيابة عن ضحايا قصف حلف شمال الأطلسي، مع خوض حملة إعلامية وقانونية لتحسيس الرأي العالم الفرنسي والدولي بخطورة ما يحدث في ليبيا، وخرقه لكل المواثيق والقوانين الدولية، وأن سيناريو العراق يتكرر في ليبيا، واصفين ساركوزي بالمجرم والقاتل وبأبشع الأوصاف والنعوت، وقالا انه أقل فرنسية، وأن قراراته تتناقض وتاريخ وثقافة الشعب الفرنسي، مؤكدين أن إقباله على الحرب على ليبيا له أبعاد انتخابية محضة. وأكد رولان دوما، وجاك فرجيس، في ندوة صحفية في فندق بطرابلس أعقبت زيارة ميدانية لأثار قصف طائرات الناتو، وفي مشاركة لهما في التلفزيون الليبي بثت ليلة أمس على المباشر، أنهما وقفا على العديد من الضحايا المدنيين جراء قصف الحلف في مستشفى، وأن طبيبا هناك أبلغه أنه يوجد ما يصل إلى عشرين ألفا آخرين، وأوضحا أنهما يحملان ملفا مفصلا عن الأمر وسيدرسانه بعد عودتهما إلى فرنسا. وقال دوما، وزير الخارجية خلال حكم الرئيس الاشتراكي الأسبق، فرانسوا ميتران، "هذا وحشي، اعتداء وحشي ضد دولة ذات سيادة،" وأضاف "وكلنا في هذه اللحظة، وفوضنا نيابة عن ضحايا القصف العسكري لحلف الأطلسي الذي يقوم بعمليته العسكرية ضد المدنيين تحت غطاء زائف للغاية من الأممالمتحدة"، وموضحا أنه "عقب مفاتحة من قبل الحكومة الليبية، فقد قررنا القيام بهذه الرحلة لنرى بأنفسنا حالة الضحايا والموقف." وقال دوما المعارض القديم للرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، انه ينوي الدفاع عن القذافي في حال أجبر على المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية، رغم أنه وصف مثل هذا السيناريو بأنه غير مرجح، وقال الوزير الأسبق ل "رويترز" بأنه"إذا طلب مني فنعم بالطبع، نعم بالطبع، ولكن لا اعتقد أن هذا سيحدث"، واعتبر في تصريح له في التلفزيون الليبي أن ما يحدث جريمة ضد الإنسانية، في حين نقلت عنه "رويترز" أنه سيصدر إعلانا أكثر تفصيلا بعد عودته إلى فرنسا ودراسته للقضية بشكل أكبر. وبينما نفى حصوله على أموال من الحكومة الليبية، قائلا"لا.. لا.. لم أحصل على شيء حتى الآن"، لم اعتبر تلقيه أموالا في المستقبل من حكومة القذافي أمرا عاديا، وهو بمثابة مستحقات، وقال "نعمل كمحاميين مثل المحامي الانجليزي أو الأمريكي"، غير أنه رفض الإفصاح عما إذا كانا يخططان لقبول أتعاب من حكومة القذافي نظير خدماتهما، وكان مسؤولون ليبيون أكدوا أن دوما وفيرجيس عرضا خدماتهما "كمتطوعين" لتمثيل الضحايا المدنيين الذي سقطوا في قصف حلف الأطلسي. من جهته، أوضح المحامي الفرنسي الشهير، جاك فيرجيس، بأن هدفه هو "رفع القناع عن هؤلاء القتلة" المسؤولين عن غارات حلف الأطلسي الجوية، وأوضح أنه بكى في المستشفى عندما رأى المدنيين الذين أصيبوا "فقط لأنهم ليبيون." وانتقد الحقوقي الكبير المنطق والسياق العام الذي اتخذته محكمة الجنايات الدولية، وأكد مستغربا أن كل المتهمين ذوي بشرة سوداء، في إشارة إلى اعتبارها آلية قانونية دولية في خدمة الاستعمار السابق.