قال الله تعالى: {واذْكُر في الكتاب موسى إنّه كان مُخلِصًا وكان رسولاً نبيًّا}. ذُكرت قصّة سيّدنا موسى عليه السّلام مع فرعون في كثير من سور القرآن الكريم بوجوه عديدة وأساليب متنوّعة، كما ذكرت قصّة بني إسرائيل مع موسى موضّحة مفصّلة مبيّنة على أجمل بيان، خاصة في سورتي الأعراف والقصص. نسبه هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث، وينتهي إلى يعقوب عليه السّلام بن إسحاق بن إبراهيم عليهم من الله أفضل الصّلاة والتّسليم، وأخوه هارون عليه السّلام الّذي بعثه الله عضدًا ومعينًا لموسى حين أراد أن يبعثه إلى فرعون لتبليغه رسالة الله، وكان ذلك بدعوة دعا بها موسى: {واجْعَل لي وزيرًا هارون أخي}. وُلِد موسى عليه السّلام في عهد الطاغية الأكبر فرعون، عدو الله الّذي اشتهر بالطغيان والجبروت، فنازع الله في ملكه، وادّعى الربوبية، وأعلن التّمرّد والعصيان وزعم أنّه هو الإله المعبود من دون الله، واسم ذلك الطاغية (الوليد بن مصعبف) ولقبه (فرعون)، وفرعون لقب لكلّ مَن ملك أرض مصر. وتولّى فرعون الملك بعد هلاك أخيه قابوس الّذي دعاه يوسف عليه السّلام إلى الإسلام، فأبى وكان جبّارًا عنيدًا، وعَمَّر فرعون مدّة تزيد عن 400 سنة في بني إسرائيل، وهو يسومهم سوء العذاب: {إنّ فرعون علا في الأرض وجعَلَ أهلها شِيَعًا، يستضعف طائفة منهم يُذَبِّح أبناءهم ويستحي نساءهم، إنّه كان من المفسدين}. وعاش موسى في بيت فرعون عند آسيا الّتي استوهبته من فرعون فوهبه لها، وقد ألقى الله محبّته في قلبها، كما أحبّه فرعون وعطف عليه، قال تعالى: {وألقيتُ عليك محبّة منّي ولتُصنَع على عيني''. يتبع