الفقيه المحدِّث قاضي الجماعة ببجاية أبو العباس أحمد بن محمد الغبريني، ببجاية أو ببني غبرين سنة 644ه بضواحي العزازقة من بلاد القبائل الكبرى. كان والده قد تولّى الفتوى بتونس وهو العالم الجليل أحمد الغبريني أبو القاسم. كان يحضر الحلقات العلمية في المسجد الأعظم ببجاية وجامع الزيتونة بتونس، فأخذ العلم على أيدي علماء أجلاَء منهم أبو محمد عبد الحق الأنصاري البجائي (ت 675ه) وأبو الفارس عبد العزيز بن مخلوف وأبو عبد الله التميمي القلعي ومحمد الأموي وأبو عبد الله الكناني الشاطبي وأبو الحسن الأزدي. كان شديدًا في أحكامه وكان مهيباً وقوراً لمّا كان قاضياً، ومن شدّته ما ذكر من طرده لبعض الصوفية من المسجد لعدم أدائهم تحيَة المسجد. وأمَا وفاته فكانت سنة 704ه، حيث توفيَ رحمه الله مقتولاً ظلماً وهو في السجن. وكتابه ''عُنوان الدِّراية فيمَن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية'' ترجم فيه لمشاهير علماء المائة السابعة سواء من علماء بجاية أو الوافدين، حيث ترجم لحوالي 149 عالم، بدأ فيه بذِكر سيّدي أبي مدين الغوث، والعلامة عبد العزيز بن عمر بن مخلوف أبو فارس خزّانة مذهب مالك (ولد في تلمسان سنة 602ه وتوفي في الجزائر سنة686ه)، والقاضي ابن زيتون المتوفى سنة 691 ه (تونسي)، وغيرهم وقد انتهى منه عام 699ه. وقد ترجم له كلّ من ابن فرحون في ''الديباج''، والزركلي في ''الأعلام''، والقاضي النباهي في ''المرقبة العليا''.