لا تزال علاقة المغني الشاوي حسن دادي، مع السوق متوترة خلال شهر رمضان، إذ نجده يتحاشى قدر المستطاع التردّد عليها، مُفضّلا أن تكون وجهته العبادة وإحياء الحفلات الفنية، بعد إفطاره بشرب كوب من الحليب وتناول بعض حبات التمر المحشوّة بالزبدة. يوميات يضبط حسن دادي عقارب ساعته الرمضانية على السابعة صباحا من كل يوم، فيستيقظ باكرا حتى لا يفوّت عليه صلاتي الفجر والصبح. ليشرع بعدها في التحايل على الوقت، بتمديد فترة الاستيقاظ الفعلي إلى حدود العاشرة صباحا، وهي المدة التي يتطلبها لاستعادة كامل لياقته البدنية، نظرا لطبيعة عمله الإداري من جهة، وأجندته الفنية من جهة أخرى. ورغم درجة الحرارة التي يُنتظر أن يرتفع مؤشرها على مدار الشهر الجاري، أبدى حسن عدم تخوّفه منها، بعد أن ألف ارتفاع درجة الحرارة بمسقط رأسه مدينة ''تازولت'' بباتنة. وتفاديا للاحتكاك بالمواطنين، يُفضّل دادي تطليق مختلف الفضاءات التي تعجّ بالازدحام والحركة، وفي مقدّمتها السوق التي يتحاشاها قدر المستطاع، هروبا من الطوابير التي تشكّل مصدر إزعاج بالنسبة إليه. مُعلّلا: ''أكثر ما لا أطيقه في رمضان، هو رؤية الناس تتسارع على اقتناء حاجيات، ربّما هم في غنى عنها أصلا.. إنه منظر مقزّز يدعو إلى الاشمئزاز''. على مائدة الإفطار يستهلّ حسن دادي فطوره بالحليب والتمر، اقتداء بالسنّة النبوية الشريفة، حيث يضع بعض الزبدة داخل حبات التمر، ثم يتبعها بشرب كوب من الحليب أو اللبن، وأحيانا أخرى بتناول ''الرّخسيس''. على أن تكون ''الشوربة'' المرفقة ب''البوراك'' طبقه الرئيسي، تليه أطباق أخرى خفيفة، كالسلطة ، حتى لا تؤثر سلبا على معدته أثناء صلاة التراويح. هلاليات لا يختلف حسن دادي عن عموم الجزائريين، فيما يخصّ مشاهدة الشبكة البرامجية لشهر رمضان. إذ تتّجه أنظاره صوب التلفزيون الجزائري في فترة ''الذروة''، ''تعوّدنا على برمجة الكاميرا الخفية والمسلسلات الكوميدية خلال فترة الذروة، بغرض الترويح عن النفس، فمثل هذه البرامج تمدّنا بجرعات زائدة من الطاقة التي من شأنها استكمال ما تبقّى من عمر السهرة''. وخلافا لغالبية العائلات الجزائرية، التي تعكف على تناول الحليب ب''الكسرة'' أو ''المسفوف'' في السحور، يقول دادي: ''إلاّ أنني لا أعمل بهذه السنّة الحميدة، فالحفلات الفنية التي أحييها بشكل شبه يومي ترهقني كثيرا. وعليه، أحبّذ الخلود للنوم فور عودتي إلى البيت''.