أعلنت مصادر حكومية في مالي، عن مخاوفها إزاء عودة فصيل من التوارق المتمردين سابقا إلى حمل السلاح بعد عودته من ليبيا إثر تدخل قوات حلف الأطلسي، وأفادت بأن زعيم المتمردين سابقا إبراهيم أغ باهنغا يقود الفصيل ويتمركز على رأسه في منطقة جبلية في النيجر. رصدت جهات قريبة من السلطة في مالي، عودة زعيم التمرد سابقا، إبراهيم أغ باهنغا، قادما من ليبيا، حيث كان يقاتل على رأس فصيل مسلح من التوارق في صفوف القوات الموالية لمعمر القذافي، على حد قول هذه المصادر، وأفادت بأن باهنغا يرابط على رأس مجموعة من المقاتلين في منطقة جبلية في النيجر، ويستعين بعشر سيارات رباعية الدفع مجهزة تجهيزا جيدا وبأسلحة متنوعة. وتكشف المصادر عن رحلة باهنغا في السنوات الأخيرة، منذ انفصاله عن اتفاق الجزائر الذي وقع بين المتمردين والحكومة المالية، وأفضى إلى مسار سلام تبدو معالمه واضحة في شمال مالي إلى اليوم. وقد فضل باهنغا اللجوء إلى الزعيم الليبي معمر القذافي حينها، وبعد تفجر الأزمة مع معارضة بنغازي، حمل باهنغا السلاح في صفوف القوات الموالية للقذافي، فوصف وقواته ب''المرتزقة''. وإن لم تبالغ المصادر المقربة من نظام أماتو توماني توري، فإن باهنغا فر رفقة فصيل مسلح نحو النيجر محملا بكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة التي هربها من ليبيا، هربا من قصف قوات حلف شمال الأطلسي، ويبدو أن نظام توري لم يفوت لباهنغا سنوات التمرد في الشمال، ومن بعد تنصله من اتفاق الجزائر ولجوئه إلى طرابلس بتدبير من النظام الليبي القائم حينها، والذي كانت خططه تستهدف تطورات اتفاق السلام بين الطوارق وحكومة باماكو. وقبل شهور، بعثت الجزائر بإشارات عدة تشير إلى رفع يدها عن إبراهيم أغ باهنغا الذي كانت تأمل منه العودة لمسار السلام على أساس أنه الورقة المهمة في العملية، لكن ميولاته للنظام الليبي، أخرجته من جهود التسوية في المنطقة، التي تمت فيما بعد من دونه، حيث أعادت سلطات باماكو ثقتها في قياديين من التوارق في الجيش المالي، وأبدت الجزائر انزعاجا بالغا يومها من تصرفات القائد الترفي ورجحت خضوعه لإغراءات مالية من ليبيا جعلته يغيّر القبلة من الجزائر إلى طرابلس. وتتوقع أجهزة أمنية في مالي، أن يشن باهنغا هجوما، أو يقوم بعمل عسكري معين، قياسا لطبيعة التجهيزات التي أحضرها معه إلى جبل ''إن أريدال'' الذي يربط مالي بليبيا مرورا بالنيجر، ويشبه السيناريو الجديد حالة ''اللا حرب واللا سلم'' التي ميزت مناطق شمال مالي. وفي حالة صحة هذه المعطيات، فإن عودة إبراهيم أغ باهنغا إلى ساحة السلاح المالية، وراءه محاولة لعب ورقة جديدة بعد تقطع السبل بين الجزائروطرابلس، لذلك من المتوقع أن يحتدم خلاف حاد بين الطرفين حول البرنامج التنموي الذي تم إطلاقه في جوان الماضي مع هبة جزائرية قدرها عشرة ملايين دولار، لتنمية مناطق الشمال الفقيرة التي تسكنها غالبية ترفية ناطقة بالعربية.