إضافة لكونه تحفة معمارية وفنية قيّمة ونادرة بولاية الطارف، يُمثّل المسجد العتيق ببلدية البسباس أهم منارة دينية، تشرف منذ عقود من الزمن على تنوير الرأي العام وبسط سلطان الدِّين الإسلامي بمواجهة حملات التبشير المسيحي إبان الحقبة الاستعمارية، حيث يعود إنشاء هذا الصرح الديني الّذي بوشرت فيه أشغال البناء سنة 1941 تحت إشراف الزاوية الرحمانية الّتي كان يرأسها الشيخ الحاج مسعود طلعي والّتي ظهرت سنة 1870م، وبقيت تنشط إلى ما بعد الاستقلال. وقد قامت هذه الزاوية ببناء العديد من المساجد عبر بلديات ولاية الطارف، لا تزال قائمة لليوم في إطار المحافظة على الهوية الوطنية والدينية للشعب آنذاك. إلاّ أن المسجد العتيق يعتبر أهم مساجدها، كونه كان يستقبل جموعاً غفيرة من المصلّين وطلبة العلم حيث افتتحت أبوابه لهم سنة 1948م، ليتحوّل إلى مدرسة قرآنية تحمِل اسم مؤسّس هذا الجامع الشيخ مسعود طلعي. وبعد سنوات من ذلك، بدأت تظهر على المسجد أعراض القِدَم، من عيوب وتشقّقات على مستوى سقفه بفعل الرطوبة وكذا تداعي جدرانه، وهو ما دفع بالقائمين على مؤسسة المسجد إلى اللّجوء لعملية هدمه وتشييد المدرسة القرآنية الحالية على أنقاضه، مع الاحتفاظ بأصالة الطابع العمراني المغاربي للمسجد العتيق، إذ تَمّ الاحتفاظ بالمنارة القديمة مع ترميمها، بينما تبلغ مساحة المسجد العتيق أو المدرسة القرآنية حالياً 245 متر مربع.