الصحابي الجليل عمَّار بن ياسر رضي الله عنه، كان هو وأبوه ياسر وأمّه سمية بنت خياط من أوائل الذين دخلوا في الإسلام، وكان أبوه قد قدِم من اليمن واستقرّ بمكة، ولمّا عَلِم المشركون بإسلام هذه الأسرة أخذوهم وعذّبوهم عذاباً شديداً، فمرَّ عليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال لهم: ''صبراً آل ياسر، فإنّ موعدكم الجنّة'' رواه الطبراني والحاكم. وطعن أبو جهل السيّدة سُمية فماتت، لتكون أوّل شهيدة في الإسلام، ثمّ يلحق بها زوجها ياسر، وبقي عمار يُعاني العذاب الشّديد، فكانوا يضعون رأسه في الماء، ويضربونه بالسياط، ويحرقونه بالنّار، فمرَّ عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ووضع يده الشّريفة على رأسه وقال: ''يا نار كوني برداً وسلاماً على عمار كما كنت برداً وسلاماً على إبراهيم'' رواه ابن سعد. هاجر عمار إلى الحبشة، ثمّ هاجر إلى المدينة، وشارك مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في جميع الغزوات. وبعد وفاة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، اشترك عمار مع الصدِّيق أبي بكر رضي الله عنه في محاربة المرتدين، وأظهر شجاعة فائقة في معركة اليمامة. وبعد أن تولّى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة، ولَّى عماراً على الكوفة ومعه عبد الله بن مسعود معلّماً ووزيراً. وفي يوم صفين كان عمار في جيش عليّ، ثمّ تقدم للقتال فاستشهد سنة 37ه، وكان عمره آنذاك 93 سنة، ودفنه الإمام عليُّ، وصلَّى عليه.