قال المكلف بالأعمال، نائب مسؤول المهام بالسفارة البريطانية بالجزائر، السيد برنارد غارسيد، إن ما حدث في شوارع لندن، ومدن أخرى في المملكة المتحدة، أمر غير مقبول البتة، وأن البلد كله صدم من المشاهد المروعة للنهب والتخريب والعنف والسرقة. مؤكدا في تصريح ل''الخبر'' أن بعض الانتهازيين و''البلطجية'' استغلوا المظاهرات السلمية التي أعقبت وفاة مارك دوغان، وأن الأمر لا علاقة له بالعنصرية أو سوء الأوضاع الاجتماعية. أكد برنارد غارسيد أن الأزمة التي تعيشها مختلف المدن البريطانية بعيدة عن الطرح القائل بأنها تنخر عددا من الأحياء الفقيرة والمهمشة، مبرزا أن مشاهد السرقة والنهب المختلفة التي تناقلتها وسائل الإعلام كانت من مدن مختلفة، وأن ما حدث نظم من قبل عناصر إجرامية استغلت حالة الفوضى المؤقتة هناك. وأضاف المتحدث أن مجموعة من ''البلطجية'' والانتهازيين استغلوا المظاهرات السلمية التي أعقبت مقتل مارك دوغان، وانطلق ذلك من توتنهام، ومن ثمة لندن، وصولا إلى بعض المدن البريطانية الأخرى، مردفا أن الشرطة البريطانية فتحت تحقيقا بطريقة حذرة للنظر في حيثيات مقل دوغان. وذكر غارسيد أن الشرطة البريطانية أرجعت ما حدث في بداية الأمر إلى قضية مشكل في النظام العام، إلا أن الأمر تطور بعد ذلك بسرعة، وبطريقة لا يمكن السيطرة عليها، وبشكل واسع النطاق لم يسبق له مثيل منذ عدة سنوات، مواصلا ''الأمر لم تكن له علاقة بالسياسة، ولم يحمل مؤشر احتجاجات، فقد كان يتعلق بالسطو، بعد أن استولت مجموعة من الشباب على شاشات بلازما وأضرمت النار في المحلات''. وأوضح المتحدث أنه تم إيداع 1000 شخص السجن، بحر الأسبوع الماضي، ووجهت لهم جناية السرقة، وليس تهمة المشاركة في أعمال الشغب أو التخريب، مضيفا: ''لقد فتح نقاش شفاف في المجتمع البريطاني، حول كيفية وسبب ظهور هذه الاضطرابات،، ورفض العديد منهم أن يكون مرد الأمر ظلم اجتماعي أو عنصرية، وأصبح من الواضح بذلك أن العديد من المشاركين في أعمال الشغب ليسوا من الفقراء، بدليل أن أشخاصا بمناصب جيدة من بين الموقوفين المتواجدين وراء القضبان''. واستدل برنارد غارسيد بالمشاهد التي عرضت على شاشات التلفزيون، ليؤكد من جديد بأن الأمر بعيد عن العنصرية وعن الأحياء والمناطق الفقيرة والمهمشة، معقبا ''كما شاهد الجميع، من المؤكد على شاشات التلفزيون، أن المتظاهرين كانوا من مختلف الأعراق، كما أن أصحاب المحلات التي نهبت وأشعلت النيران فيها من أجناس مختلفة كذلك، ممن يعملون بجدية، ويمكن للمرء وصفهم بالأثرياء''. وأثنى نائب مسؤول المهام بالسفارة البريطانية بالجزائر، على ما وصفه بضبط الشرطة البريطانية لنفسها، حيث واجهت، على حد قوله، الهجمات الوحشية من جانب المتظاهرين، الحاملين للطوب والزجاجات، والبنزين وعدة أشياء أخرى ظلوا يقذفونها، دون استعمال الرصاص المطاطي أو خراطيم المياه، مردفا: ''في حين يسمح لهم القانون باستعمالها، إلا أنهم فضلوا تفادي ذلك في وقت كانت القوة ضرورية لإعادة النظام، واستعملوا القوة بطريقة محترفة دون تجاوز الحدود''. وفي رده على سؤال حول ما إذا كان هناك وجه شبه بين الحركات الاحتجاجية ببريطانيا وما حدث في الضواحي الفرنسية سابقا، قال: ''لكل بلد تحدياته وخصائصه''.