بعد تلك السنين الشّديدة الّتي مرّت على يوسف الصدّيق وهو في السجن، جاء الفرج من الله. فقد رأى الملك في نومه رؤيا عجيبة غريبة، فاستيقظ فزعاً من رؤياه، وطلب من السحرة والعلماء تأويلاً لها. وهناك، تذكّر ساقي الملك قدرة يوسف على تأويل الأحلام، فطلب من الملك أن يرسله إلى السجن ليأتيه بالخبر اليقين. فذهب إلى يوسف وقصّ عليه رؤيا الملك، فأخبره بتعبيرها على الوجه الدقيق، وقد أعجب الملك بتأويل يوسف غاية الإعجاب، فأمر بإخراجه من السجن، ليجعله من خاصّته المقرّبين ويُسلّمه إحدى وزارات الدولة. لكن يوسف أبى أن يخرج من السجن وعليه سمة المجرمين، حتّى يقرّ خصومه ببراءته، فتبرّأ ساحته من تلك التُّهمة الشنيعة، ويشهد النّاس بنزاهته {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ، فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاتي قَطَّعْنَا أَيْدِيَهُنَّ؟ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهُنَّ عَلِيمٌ، قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ؟ قُلْنَ حَاشَا للهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتْ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}. بتصرف، من ''النبوة والأنبياء'' للصابوني