الإخلاص هو أن يجعَل المسلم كلّ أعماله لله سبحانه ابتغاء مرضاته، وليس طلباً للرِّياء والسُّمْعة؛ فهو لا يعمل ليراه النّاس، ويتحدثوا عن أعماله ويمدحوه ويثْنُوا عليه. فعلى المسلم أن يخلص النية في كلّ عمل يقوم به حتّى يتقبّله الله منه؛ لأنّ الله سبحانه لا يقبَل من الأعمال إلاّ ما كان خالصاً لوجهه تعالى. قال تعالى في كتابه: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ ليعبُدوا اللهَ مُخْلِصين لهُ الدِّين حُنَفاء} البينة: .5 وقال تعالى: {أَلاَ للهِ الدِّينُ الْخَالِص} الزمر: .3 وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ الله لا يقبَل من العمل إلاّ ما كان له خالصاً، وابْتُغِي به وجهُه'' رواه النسائي. والإخلاص صفة لازمة للمسلم إذا كان عامِلاً أو تاجراً أو طالباً أو غير ذلك؛ فالعامل يتقن عمله لأنّ الله أمر بإتقان العمل وإحسانه، والتّاجر يتقي الله في تجارته، فلا يغالي على النّاس، إنّما يطلب الربح الحلال دائماً، والطالب يجتهد في مذاكرته وتحصيل دروسه، وهو يبتغي مرضاة الله ونَفْع المسلمين بهذا العلم.