تشهد فضاءات تجار الملابس والأحذية الفوضوية والنظامية منها، مع بداية العد التنازلي لأيام شهر رمضان الفضيل بتبسة إقبالا محتشما، حيث التهبت الأسعار في وجه المعوزين في مقابل تدفق مستمر لعائلات تونسية وليبية. تحصي ولاية تبسة، حسب الأرقام الرسمية، قرابة 22 ألف عائلة معوزة، إضافة إلى أكثر من 73 ألف تلميذ من العائلات المعوزة المسجلة للاستفادة من منحة التضامن المدرسي سنويا. وفي جولة ل''الخبر''، وسط عاصمة الولاية، القبلة الوحيدة لسكان 28بلدية بمجموع يقارب 700 ألف نسمة، وقفت على الخيم المنصوبة بمحيط السوق المغطاة وساحة كور كارنوا وشارع مصطفى بن بولعيد. وحسب سيدات قصدن السوق لشراء ملابس العيد المتزامن مع فترة الدخول المدرسي، فإن الألبسة الجاهزة الصينية هي الرائجة فيه، حيث غزت أسواق المدينة ولم تعد كما في السابق في متناول العائلات المعوزة، بل تحولت إلى جحيم بفعل أسعارها الملتهبة. فثمن سروال طفلة صغيرة بين 2 و3 سنوات، مثلا، لا يقل عن 2000 دينار والحذاء الرياضي ب1500 دينار، بعدما تراوحت السنة الماضية بين 600 و1000 دينار. ولا حديث في أجندة العائلات المعوزة والقريبة منها اجتماعيا عن محاولة التردد على محلات تزعم أنها تجلب البضاعة من أوروبا وتركيا، فقد سمحت لنا جولة بسيطة بين بعض أصحاب المحلات الفاخرة أن نحدد سعر كسوة للأطفال بين سنة وسنتين بين 5000 و7000 دينار بدعوى أنها منتج أوروبي أصلي. وعلى النقيض من ذلك تتكثف يوميا الحركة بفضاءات بيع الملابس المستعملة، لتكشف لنا أسر حتى من الطبقات المتوسطة عن سد عدة احتياجات، ولاسيما فيما تعلق بالأحذية الرياضية للمتمدرسين وبعض القطع الأخرى. ويعزو تجار الجملة بالأسواق المذكورة ذلك إلى موجة الشراء الكبيرة التي يقوم بها وافدون توانسة وليبيون على الفضاءات التجارية المعروفة مثل دبي بالعلمة وتبسة وعين فكرون بأم البواقي، والتي تعرف تدفقا غير مسبوق للعائلات التونسية والليبية وبعض محلات البيع بالجملة للألبسة والمنتجات الغذائية، وهو سبب كافٍ ومباشر لارتفاع الأسعار والندرة التي تدفع بالعائلات الجزائرية لاقتناء الشيفون والقديم.