تستمر الزاوية القرآنية العتيقة بحي العياشين الواقعة ببلدية سيدي لخضر في ولاية عين الدفلى، الّتي مرّ على تأسيسها أزيد من 125 سنة، في تلقين أبناء المنطقة والوافدين من بعض المناطق الأخرى بالولايات المجاورة تعاليم القرآن الكريم. تأسّست هذه الزاوية الّتي واجهت على غرار زوايا الوطن رياح التّغريب وتصدّت لمحاولات طمس الهوية الجزائرية خلال فترة الاستعمار الفرنسي، على يد الشيخ الطيب العيشوني المولود عام 1814 م بمنطقة بني ناصر، بعد أن أخذ إذنا بذلك من شيخه الحاج علي الحضري الملقب بالرايس، الّذي أفنى حياته في تدريس القرآن رفقة صهره الحاج بن سهادة. ولعلّ أبرز الطلبة الّذين تلقوا العلم في حضرته بهذه الزاوية هو العلامة الشيخ محمّد شارف، الّذي أتمّ حفظ القرآن في سن العاشرة، وأصبح فيما بعد إماماً ومفتياً بالمسجد الكبير بالجزائر العاصمة. تواجه زاوية العياشين اليوم مختلف عوامل الضياع والنسيان، حيث باتت بحاجة ماسة لعملية ترميم بغية إعادة الاعتبار لها، ولن يتأت ذلك، حسب القائمين عليها، إلاّ من خلال تصنيفها كمعلم ديني ثقافي ضمن البرنامج الوطني لحماية الإرث التاريخي الّذي أطلقته وزارة الثقافة، على غرار مسجد سيدي أحمد بن يوسف بمليانة الّذي صنّف ضمن خمسة مواقع تاريخية بالولاية.