مصطفى عبد الجليل متخوّف من الإسلاميين قُتل 15 من قوات المجلس الانتقالي، وجُرح اثنان في هجوم للقوات الموالية للقذافي على مصفاة نفطية بالقرب من بلدة رأس لانوف الإستراتيجية، فيما انفجر مخزن للأسلحة محاذي لمطار طرابلس. في وقت كشفت تقارير إعلامية عن وجود خلافات بين المجلس الانتقالي والقوى الإسلامية التي شاركت بقوة في دخول طرابلس. ذكرت وكالة الأنباء ''رويترز''، في تقرير لها نقلا عن شاهد عيان، بأن قوات القذافي هاجمت البوابة الأمامية لمصفاة نفطية على بعد 20 كيلومترا من بلدة رأس لانوف، ما أسفر عن مقتل 15 حارسا، وإصابة اثنين. وقال رمضان عبد القادر، وهو أحد العاملين في المصفاة، والذي أصيب خلال الهجوم، للوكالة ''إن نحو 14 أو 15 شاحنة جاءت من ناحية سرت معقل القذافي صوب رأس لانوف''. وقال ل''رويترز'': ''لقد سمعنا إطلاق نار وقصف، نحو الساعة التاسعة صباحا من جانب الموالين للقذافي''، وذكر أنه ورفاقه كانوا نائمين حين هاجمت القوات الموالية للقذافي المصفاة. وشاهد مراسل ل''رويترز'' 15 جثة لرجال بها طلقات نارية في مستشفى رأس لانوف. في حين أكد عضو المجلس الانتقالي محمد الواوي لوكالة الأنباء الفرنسية بأن عدد قتلى الهجوم 12 فقط. وفي العاصمة الليبية وقع انفجار قوي في مخزن كبير للأسلحة قرب مطار طرابلس الدولي، أمس، ما أدى لإصابة شخصين بجروح. وتأتي هذه التطورات في خضم تخوفات حول إمكانية دخول ليبيا في حرب عصابات، يقودها أنصار القذافي، ما يجعلنا نعيش تجربة جديدة مشابهة لتلك في العراق. على الصعيد السياسي، كشفت تقارير إعلامية أخبارا عن نشوب خلافات بين المجلس الانتقالي الليبي والجماعات الإسلامية التي لعبت دورا محوريا في تحرير طرابلس من قبضة القذافي. ونبهت مصادر من قيادة المجلس الانتقالي، في تصريحات ل''الشرق الأوسط''، إلى القلق الذي ينتاب رئيسه مصطفى عبد الجليل من ممارسات التيارات الإسلامية المتواجدة بأعداد هائلة في أروقة النظام الجديد. فبعد لقاء جمعه بزعماء القبائل، حاول عبد الجليل إقناع المسلحين من الإسلاميين بوضع السلاح والمساهمة في استقرار الأمن في ربوع التراب الليبي. لكن هذه الجماعات طالبت بحصتها في الحكومة الانتقالية التي يعكف محمود عبد الجليل على تشكيلها، في الأيام القليلة القادمة. وأشارت نفس المصادر إلى نفوذ الإسلاميين المتصاعد، والذي قد يؤدي إلى تصادم مع المجلس الانتقالي. وقال مسؤول في المجلس الانتقالي، رفض الكشف عن هويته، إن ''الجميع يتصور أن السلطة كعكة يمكن تقاسمها. ونحن نريد أن تمضي الأمور بشكل جيد، وتمكين البلاد من عبور المرحلة الانتقالية للوصول إلى انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة تتسع للجميع''. وحذر المتحدث من أن ''البعض يلهث من أجل أن يجد لنفسه، ولتياره السياسي، مكانا، وهذا أمر طبيعي، لكن استمراره قد يطيح بالثورة''. وحسب محمود جبريل، رئيس المجلس التنفيذي في المجلس الانتقالي، ستشكل حكومة انتقالية في أقرب وقت ممكن تشمل كل مناطق ليبيا، وأخرى بعد التحرير الكامل، كما قال. وكان وزير خارجية الجزائر، قال في نفس اليوم، أول أمس، إن الجزائر ستعترف بالحكومة التي ستتشكل. من جانبه، نقل موقع صحيفة ''ليبيا اليوم'' حدوث اعتصام مواطنين بقوة السلاح أمام بنك في مدينة المرج، مطالبين بصرف رواتبهم. وتدخل رجال الأمن وأطلقوا الرصاص الحي، ما أدى إلى وقوع جرحى. ثم تجمهر المواطنون أمام البنك مطالبين هذه المرة بمعرفة من أطلق النار على المحتجين. وأشار نفس المصدر إلى أن البنوك أصبحت تتعامل مع الزبائن من خلال الشبابيك والنوافذ، حيث يقف المواطنون لساعات طويلة في انتظار دورهم. في هذه الأثناء تقول منظمة أوبك لتصدير النفط إن ليبيا ستعود إلى إنتاجها العادي بعد سنة ونصف، بإنتاج مليون برميل يوميا.