15 بالمائة من المصدومين جراء الأعمال الإرهابية يعانون من اضطرابات نفسية كشفت دراسة أعدها مكتب المتابعة النفسية التابع للمديرية العامة للأمن الوطني، بأن الاستنتاجات المستخلصة من مجموع التشريحات النفسية المنجزة على رجال الأمن الذين أقدموا على الانتحار، تعود إلى الظروف الحياتية السلبية والأعراض النفسية المرضية مثل الاكتئاب والإقصاء وتوفر السلاح الناري كعامل مسهل لاقتراف فعل الانتحار. أظهرت الدراسة التي أعدها الأخصائي النفسي، كشاشة أحمد بوعلام، بأن 15 بالمائة من ضحايا الصدمات النفسية جراء الأعمال الإرهابية التي عرفتها الجزائر سنوات التسعينيات، تظهر على أصحابها أعراض مرضية ما بعد الصدمة والمتمثلة في اضطرابات نفسية متتالية بسبب الحوادث الصدمية المفروضة عليهم بالقوة والمؤدية حتى إلى الموت، حسب المؤشرات المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية. واعتبر كشاشة، رئيس مكتب المتابعة النفسية بالمصلحة المركزية للصحة للنشاط الاجتماعي والتابع للمديرية العامة للأمن الوطني، أمام المشاركين في الندوة العلمية التي نظمتها، أمس، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في الجزائر، حول تطوير الرعاية الاجتماعية والصحية لمنتسبي الأجهزة الأمنية، بأن اللجوء إلى التشريح النفسي لحالات الانتحار والتي تعرف بنتائجها الدرامية المؤلمة، من الانشغالات الأساسية للمسؤولين على الأمن الوطني في بلادنا وتطلب منا رسم خطة للقضاء على هذه الظاهرة أو للتخفيف منها، وتخصيص أخصائيين نفسيين للتنبؤ بظاهرة الانتحار، من خلال تقنية التشريح النفسي وهي تقنية، كما قال، تستعمل لتشخيص العوامل المؤدية للانتحار. وتتضمن هذه التقنية تسطير أو التطرق للمسار الحياتي لرجل الشرطة المنتحر، بالحديث مع المقربين منه وسؤالهم عن حاله واللجوء إلى زملائه وأصدقائه، وكذا طبيبه المعالج وحتى عائلته خاصة في فترة ما قبل الانتحار وتحديدا في الأيام أو الأشهر القليلة التي سبقت الانتحار. يتمحور موضوع الأسئلة، حسب النفسي كشاشة، حول ظروف موت رجل الأمن أي ظروف الانتحار، وفهم الإطار المهني الذي كان ينشط فيه، مع معرفة الجانب الصحي والعقلي والأمراض التي كان يشكو منها، مع التطرق إلى الجانب العلائقي الأسري والأحداث الحياتية السلبية إن وجدت في حياته وكيف كان تأثيرها عليه وكيف كان تعامله معها. ويعتبر السلاح الناري من المسائل الشائكة التي تشكل جانبا من الجوانب الحساسة بالنظر إلى المخاطر التي تنجم عنه والحوادث التي تحدث من جرائه، في حال التعسف في استعمال السلاح الناري، لهذا نجد بأن الأخصائيين النفسيين التابعين للمصلحة المركزية للصحة، للنشاط الاجتماعي والرياضات، مطالبون بالتطرق إلى إجراء الخبرة النفسية لرجال الشرطة المتسببين في حوادث بالسلاح الناري.