الحجّ المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة.. ومَن حجّ فلَمْ يرفَث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمُّه.. ومَن وقف بعرفات وظنَّ أنّ الله لا يغفر له فهو أشقى النّاس.. أمّا إذا تعلَّق الذّنب بحقوق العباد، بالمال العام، بالجار والزّوجة والزّوج والرّحم وشريك العمل.. فالبِدَار البِدَار إلى طلب العفو وردّ المظالم إلى أهلها.. وإلاّ فلا لَبَّيْكَ ولا سَعْدَيْكَ وحجُّك مردود عليك.. فكُنْ أيُّها الحاج ضيفاً عزيزاً على الله نقياً تقياً طاهر القلب ليس لأحد من الخَلْق عليك مظلمة.. واغْنَم فإنّ وراءك خلق كثير قد حرموا ما أنت فيه لقلّة مال، أو ضعف أو قرعة.. وهنا أفتح قوسين مهمّين.. أمّا الأوّل فللحجاج كلّ سنة.. أن اتّقوا الله في غيركم.. واعْلَم أنّ ذلك صعب على مَن ألِف.. ولكن ألاَ تكفيك دعوات مَن أرسلته بدلاً عنك بجواز منحته أو مال أنفقته.. أمّا الثاني فهو للداخلية ومن بيده السلطة.. أليس من الإجحاف والظُلم أن يمنح نصف عدد الجوازات المسموح بها (36 ألف) بالقرعة على أنْ تُعطى البقية على شكل مجاملات.. أغلبها لمَن حجّ.. وحجّ.. والآخر يُباع هنا وهناك.. طمع وجشع في غياب الرّقابة والرّدع.. أملنا أن تبقى القرعة هي الحكم ومن ناداه المنادي لَبَّى.. لبّيك اللّهمّ لبّيك لبّيك لا شريك لك لبّيك..