22 ألف عسكري لتأمين مكاتب اقتراع سبعة ملايين ناخب واختيار 712 نائب تدفق أكثر من ألف صحفي إلى تونس لتغطية أول انتخابات في أول بلد عربي أشعل شرارة الربيع العر بي، فيما رفع الجيش بندقيته بإعلانه حماية الانتخابات التي تشير توقعاتها إلى تقدم حركة النهضة وإمكانية حصولها على 30 بالمئة من مقاعد المجلس، يليها الحزب التقدمي الديمقراطي أو حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي يقوده منصف المرزوقي. اختتمت الأحزاب السياسية في تونس أمس الجمعة حملتها الانتخابية لانتخابات المجلس التأسيسي، بعد 15 يوما من الدعاية ومحاولات استقطاب الناخبين، ووسط حالة من التشنج السياسي بين قوى التيار الإسلامي والقوى الديمقراطية، تباينت فيها الشعارات، واستخدمت فيها كل وسائل الدعاية الحديثة والمبتكرة. وأنهت حركة النهضة حملتها الانتخابية باستعراض للقوة، من خلال تجمع ضخم أقامته في ملعب ببن عروس في ضاحية العاصمة التونسية، واستعرضت فيه قدرتها على استقطاب الناخبين، خاصة على صعيد طريقة عملها والتقنيات التي اعتمدتها واستبعادها للشعارات الدينية، واكتساحها لسوق الدعاية، وتقديمها لعدد من النساء غير المتحجبات لتنظيم التجمعات الشعبية، فيما اختتم ثاني أكبر الأحزاب القوية في تونس الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يقوده المرشح السابق للرئاسة نجيب الشابي. وقالت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي -ثاني أكبر حزب سياسي في تونس- مية الجريبي في ختام الحملة حزبها في أريانة قرب العاصمة إن انتخابات 23 أكتوبر 2011 فرصة هامة لتحديد مصير البلاد وقطع العهد مع الدكتاتورية والاستبداد، ملاحظة أن حزبها بقي ثابتا على موقفه، ويناضل كما كان دوما من أجل مقاومة الظلم والفساد. وشددت على ضرورة تحقيق أهداف الثورة التونسية التي قامت من أجل الحرية والكرامة. ودعا رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، المنصف المرزوقي، في تجمع نظمه بمدينة سوسةالتونسيين إلى تفويت الفرصة على من وصفها ب''أحزاب المال'' وفلول النظام السابق الذين تشكلوا في أحزاب سياسية جديدة، ويحاولون العودة إلى الساحة السياسية، ودعا إلى ''ضرب قوى التحايل السياسي والأحزاب المتفرعة عن التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل''. واعتبر أن يوم الأحد سيكون يوم امتحان يضع الشعب التونسي أمام خيارات مصيرية، وفيه سيتحدد الحجم الحقيقي للمؤتمر. من جانبها ركزت الأحزاب الصغيرة على الدعاية في الشارع والمقاهي والتجمعات في القاعات الصغيرة والعمل الجواري، وركزت أحزاب القطب الديمقراطي الحداثي ورئيس الحركة الإصلاحية التونسية والاتحاد الوطني الحر وتنظيمات سياسية أخرى على انتقاد التصريحات التي أدلى بها رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، بشأن تهديده بالخروج إلى الشارع في حال التلاعب بالانتخابات واعتبرتها تهديدا، ووصفتها بأنها توظيف للدين في السياسة ومحاولة للترهيب والعنف. وفي هذا السياق تشهد عدة مدن تونسية كالقيروان وسوسة وصفاقص والمنستير مسيرات ومسيرات مضادة، بين الداعين إلى الحريات من منظمي مسيرة ''أعتقني، في مقابل مسيرات للتيار الإسلامي رفعت خلالها عدد شعارات دينية وضد العلمانية واللائكية. ودعا رئيس الحكومة التونسية الانتقالية، باجي قايد السبسي، التونسيين إلى التوجه بعد غد الأحد بقوة إلى مراكز الاقتراع، لإنجاح أول انتخابات غير محسومة النتائج تشهدها تونس منذ استقلاها عام 1956.