!!..on en a marre نوفمبر لست شاعرا مع ذلك هذه أبياتي لست أديبا إنما هذه كلماتي لست خطيبا وهذه صرخاتي: كان أبي يحب الجزائر ومن دون ذلك ما كان ثار ومتأكد أن كل الشهداء والمجاهدين الأخيار عشقوا الجزائر وإلا ما كانوا جاهدوا الاستدمار وأنا على دينهم في العشق وأعلن أني، مثل الكثير من الجزائريين، أعشق نوفمبر متى ما استطعت إلى ذلك سبيلا نعم أعشق نوفمبر والعشق حرية والعشق التزام لا ''مزية'' علمني نوفمبر أن الحب قرار وأن عشق الحرية إصرار وأن تحرير الوطن دين على الأحرار ولكن السلطة علمتني أن عشق نوفمبر حينا غير مرغوب وغالبا تفضله بطريقة باردة. الحب الوحيد كان بمقاييس سلطة جرّعتنا عشريات سوداء ثم حمراء وأخرى فاسدة. السبع والخمسون الماضية كثيرها كانت سنين عجافا وكنا نريدها أعواما زاهية. داهمني الغم والهم كدت أبكي وأعلن يأسي وضعفي ولكن نوفمبر علّمني أن أثور لا أن أخور جاثيا باكيا. نعم نحب الجزائر ونجدد في نوفمبر عشقنا ونقول لصاحب القرار المهيمن على الدار: أخطأتَ أفسدتَ نسيتَ انحرفتَ غُررت وغَرَّرْت كفرتَ بنوفمبر أنبئك نوفمبر بعضنا خان بعضنا هاب وبعضنا خاب وبعضنا غاب وبعضنا نهَّاب. أصارحك نوفمبر البلاد تعيش الهوان سكتنا مرغمين على زواج المتعة بها وعلى عدم شرعية المهيمن على خيراتها والمتمتع بمفاتنها. أخبرك نوفمبر أن نظامنا رديء عاجز ظالم فاسد صار كله عيوب. نوفمبر حتى هذه الكلمات الباكية لن تعني شيئا لأصحاب عمي القلوب وانتفاخ الجيوب. لن تعني شيئا إلا لمن يتألم من العبث الماجن بمفاتن البلاد بثرواتها وبأحلام أبنائها. عجزنا أن نجعل عشقنا بالمرصاد وأن نعلن أنفسنا أصحاب الدار والسيادة والقرار. نحب الجزائر نحبها في كل الشهور كما أحبها أسلافنا في كل العصور. ولكن بعد سبع وخمسين سنة لا مؤسسة لا مدرسة لا إدارة لا دار ولا ''سبيطار'' تخلينا عن الإنتاج وساد الاحتكار وتجار البازار كفا عبثا يا أيها الحكام أيتها السلطة الغاوية أيها النظام الفاشل. هذا نوفمبر عاد ليجد الجزائر تعيش الفساد واللاشرعية وتعيش مجون الغرور. لم يتجسد الكثير مما كنا نرغب ما كنا نأمل ما كنا نبغيه ما كنا نرتضيه ونحلم به. نوفمبر معذرة لم نستطع أن نحب الجزائر كما كنت تريد لم نتمكن من عشقها كما كنت تريد لم نبنها كما كنت تريد لم نكرمها بمثل ما أكرمتها دماء الشهداء. لم نجد لعشقها سبيلا، منعنا القهر منعنا التسلط واللهث الشبق وراء الجاه. منعنا الفساد ووصلوا بها حد الهلاك. نوفمبر معذرة لم نكن أوفياء لم نكن أقوياء لم نكن كرماء مع الجزائر. كنا نحلم فأجهضت أحلامنا في الاشتراكية قلنا ''ماعليهش'' بالديمقراطية قالوا لا بالهراوة والبندقية عفوا نوفمبر كنا نحلم أن تنبت أرضنا سنابل وزهورا أشجارا ومدارس مصانع وأحرارا. فما كان ذلك ممكنا ولا صار .. مات نوفمبر أو كاد قهر الرجل والمرأة ورُهِنت الدار ما زالت روح بن مهيدي أسيرة أحفاد بيجار وعاد النسيان والانحراف بالاستدمار ما زال الحركى طامعين وما زال البعض منا بالاستعمار مستعينا. أصارحك نوفمبر صار حبك والوفاء لك أمرا مستحيلا. الطريق صار طويلا وعرا شاقا وعشقك كاد الانتحار. كنت أود لو أطلقت وعودا جديدة ولكني محتار. الحيرة عوضت الحلم العجز عوض الاصرار. السطو على الثروة حل محل الثورة السكوت الكذب والنفاق طغى صار جبارا. نعم نوفمبر نصرخ في ذكراك بأعلى صوت وبكل اللغات كرهنا on en a marre مع ذلك لن نتوقف عن عشق نوفمبر لأنه هو السبيل الذي كان وما زال هو الحرية هو عهد الأبرار أعدك، مثل الكثير من الجزائريين، أنا سنحبك نوفمبر ما حيينا وسنجد لذلك سبيلا أكيدا مهما كانت الحيرة ومهما تأخر القرار تأكد نوفمبر نحن على دين الشهداء وعلى عهدهم باقون وإن استبد إلى حين الغاوون [email protected]