أوضح، أمس، رئيس العمادة الوطنية للأطباء الجزائريين أن نسبة 10 في المائة من مجموع الأطباء الجزائريين يزاولون مهامهم في فرنسا، بعد أن هجروا المستشفيات الجزائرية، حيث وصل، مؤخرا، مجموعهم إلى ستة آلاف طبيب. دعا الدكتور بقاط بركاني محمد السلطات العمومية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف النزيف المتواصل في شريحة الأطباء، من خلال الهجرة المتزايدة لخيرة الكوادر الطبية نحو الخارج، وتحديدا إلى فرنسا، مُحملا مسؤولية هذا الوضع الخطير إلى الجهات المسؤولة، ''باعتبار أن الخطاب الذي تلتزمه وزارات الصحة وإصلاح المستشفيات، والضمان الاجتماعي والتشغيل، والتعليم العالي، أصبح لا يقنع الأطباء المتخرجين بالنشاط داخل المؤسسات الاستشفائية والمراكز الطبية الوطنية''، على حد قوله. وشدّدت العمادة الوطنية للأطباء، على لسان رئيسها في تصريح ل''الخبر''، أمس، على ضرورة فتح نقاش واسع ومستعجل مع الأسرة الطبية بأكملها، من أجل إيجاد الميكانيزمات الملائمة لتوقيف هجرة قوافل الأطباء نحو الخارج، قبل أن يتم تفريغ جميع الكوادر المحلية، متسائلا بالقول ''هل يُعقل أن يُعلن وزير الصحة وإصلاح المستشفيات قبل أيام عن الاستنجاد بأخصائيين أجانب للعمل في الجزائر، في الوقت الذي تقدر فيه قائمة الأطباء الجزائريين العاملين بالمستشفيات الأجنبية بالآلاف، صرفت عليهم الدولة أموالا طائلة لتكوينهم؟.. المؤكد أن هناك خطأ في جهة ما يتطلب تداركه، وفي أقرب الآجال الممكنة''. وأضاف ذات المتحدث أن الحل يكمن في إرجاع الثقة للأطباء، خاصة الشباب المتخرجين حديثا، لثنيهم عن فكرة الهجرة نحو الخارج، من خلال توفير الظروف الملائمة التي تحفزهم على الممارسة الطبية داخل الوطن، والاستماع إلى انشغالاتهم الأساسية، ومحاولة إيجاد حلول مناسبة لها، على غرار ملفات الخدمة المدنية، والأجور، والتكوين الدقيق، ومكافحة الأساليب البيروقراطية، ونبذ المحاباة المسجلة في المسابقات وأثناء التوظيف، وغيرها من العوامل المستشرية في قطاع الصحة، والتي كانت سببا وراء ارتفاع وتيرة نزيف هجرة الأطباء.