تفاعلت قضية وفاة الشاب ببلدية عين القراج شمالي ولاية سطيف، التي بدأت عشية الأربعاء الماضي بسبب المناوشات التي وقعت بين عرشي بني براهيم وبني اغبولة، التابعين لنفس البلدية، لتصل إلى حدود تعرض رئيس دائرة بني ورتيلان ورئيس المجلس الشعبي البلدي لعين القراج إلى الضرب المبرح، من قبل محتجين كانوا متواجدين بمستشفى بني ورتيلان ليلة الخميس. وتفيد الشهادات بأن رئيس الدائرة، رفقة رئيس البلدية، همّا بدخول المستشفى لمشاهدة جثة الضحية، غير أنهما اصطدما بمجموعة كبيرة تعتدي عليهما بالضرب، قبل أن يتمكن رئيس المجلس الشعبي البلدي من الفرار تاركا رئيس الدائرة بين قبضة المحتجين الذين احتجزوه في إحدى غرف المستشفى لأكثر من أربع ساعات، إلى أن تدخل عناصر قوات الأمن وتفاوضوا مع المحتجين، ليقنعوهم بضرورة الإفراج عن رئيس الدائرة الذي غادر تراب دائرة بني ورتيلان رفقة عناصر الأمن التي أتت من سطيف. واضطر رئيس الدائرة للتنكر في زي أفراد الأمن، خوفا من مهاجمته من طرف المحتجين الذين طالبوا برحيله نهائيا من الدائرة. كما توجهت لجنة ولائية ضمت ممثلين عن قطاعات مختلفة، صبيحة أول أمس، وتفاوضت مع خلية الأزمة التي شكلها سكان بني اغبولة، وطرحوا عدة مشاكل تعاني منها 24 قرية تابعة للعرش المذكور، منها المطالبة بالغاز الطبيعي، والمياه الصالحة للشرب، وكذا مشروع متوسطة جديدة، وتوفير النقل المدرسي لتلاميذ العرش، إلى جانب معاناة السكان من انعدام التنمية وانتشار البطالة والفقر. ووعد رئيس لجنة التفاوض بإيجاد حلول سريعة لمشاكل هذا العرش الذي يضم أزيد من عشرة آلاف نسمة. وقد عاد الهدوء إلى المنطقة مباشرة بعد نهاية الاجتماع، كما عادت الحركة للطريق الوطني رقم 74 بعد أن تم غلقه لأزيد من 48 ساعة.