خرجت المشاورات التي دارت بين حركة النهضة، الفائزة في انتخابات المجلس التأسيسي، وحزب ''المؤتمر من أجل الجمهورية''، بتكليف رئيس الحزب الأخير، الدكتور منصف المرزوقي، برئاسة الجمهورية، وفق تقارير إعلامية. وقد غاب حزب مصطفى بن جعفر أمين عام حزب التكتل من أجل العمل والحريات عن الاجتماع بعد أن جمّد تحالفه مع الحزبين بسبب تصريحات أمين عام النهضة حول إقامة الخلافة. وذكر تقرير لوكالة الأنباء الألمانية نقلا عن مصدر وصفته مطلع أن المشاورات التي جمعت النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية التي انتهت في ساعة متأخرة أول أمس إن قياديي ''النهضة''، الفائزة ب89 مقعدا، و''المؤتمر'' الفائز ب29 مقعدا، اتفقوا خلال مفاوضات أجروها الثلاثاء بالعاصمة تونس على تكليف منصف المرزوقي برئاسة الجمهورية. وأضاف المصدر الذي حضر المفاوضات، وطلب عدم نشر اسمه، أن النهضة والمؤتمر ''عرضا على مصطفى بن جعفر، 71 عاما، أمين عام حزب التكتل من أجل العمل والحريات، الفائز ب20 مقعدا، رئاسة المجلس الوطني التأسيسي''. وكان بن جعفر قد عبّر عن استعداده لتولي منصب رئيس جمهورية، إلا أنه علق مشاركته في لجان العمل الثلاث، بين النهضة والتكتل والمؤتمر من أجل الجمهورية، للإعداد لعمل الحكومة المقبلة والمجلس التأسيسي بحجة التصريحات التي أدلى بها أمين عام حركة النهضة ومرشحها لقيادة الحكومة المقبلة، حمادي الجبالي، حول إقامة الخلافة في تونس. غير أن الجبالي أكد تمسك الحركة بخيار النظام الجمهوري الديمقراطي، وذلك في رد على الضجة السياسية التي أثارتها تلميحاته إلى ''الخلافة الراشدة السادسة''. وقال إن كلامه فهم خطأ. وقد أثارت تصريحات الجبالي ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية في تونس، فإلى جانب بن جعفر، قال عصام الشابي القيادي في الحزب الديمقراطي التقدمي، إن ''هذا الخطاب خطير جدا على الديمقراطية، خطاب أثار حيرتنا، هذا ما كنا نخشاه''.