جاء التيار السلفي في المرتبة الثانية وراء ''الحرية والعدالة'' الإخواني، بمليوني صوت مقابل 5 ,3 مليون حصل عليها الفائز الأول. وتمثل نسبة التيار السلفي في الجولة الأولى من الانتخابات الأولى، في 20 محافظة، ما يقارب 30 بالمائة من الوعاء الانتخابي. وجاء على رأسها ''حزب النور'' ب 36, 24 بالمائة والوسط ب27, 4 ثم الأحزاب الأخرى مثل ''الأصالة'' و''البناء والتنمية'' و''الإصلاح والنهضة''. ويعود أقدم تنظيم سلفي مصري إلى سنة ,1912 تحت لواء ''الجمعية الشرعية'' التي أسسها الشيخ محمود خطاب السبكي، وكانت متواجدة في جميع المناطق المصرية، فحافظت على احترام المسافة الشرعية التي تفصلها عن السياسة. ثم تأسست، أو بالأحرى، انفصلت ''أنصار الحرية'' على يد الفقيه الأزهري الشيخ محمد حامد الفقي في .1926 وفي السبعينيات من القرن الماضي أسس الشيخ عبد المنعم الشحات ''الدعوة السلفية'' بالاسكندرية. وكان معظم إطاراتها ينتمون إلى ''مجلس شورى العلماء''، هيئة علمية فقهية تركز على العمل الخيري والدعوي. منها خرج حزب ''النور'' في ماي الماضي، بعد سقوط نظام مبارك. ويتواجد الحزب بقوة في الاسكندرية والمنصورة والبحيرة وكفر الشيخ ودمياط وسويس والإسماعلية وحتى القاهرة. ومنها خرجت أيضا ''الأصالة''، على يد اللواء عبد المقصود العفيفي، والذي يعتبر حليفا طبيعيا لحزب ''النور''. أما ''الوسط'' فخرجت من رحم حركة الإخوان، أسسها طلبة ونقابيون في السبعينيات، ثم انفصلوا عن الإخوان وتقدموا بطلب حزب في سنة 1996 وفي 1998 وفي .2004 لكن الطلبات رفضت. وفي 9 فيفري 2011 اعتُمد الحزب وشارك في الانتخابات وتحصل على المرتبة الرابعة في الترتيب العام والثالثة في التيار الإسلامي، بعد ''الحرية والعدالة'' الإخواني و''النور'' السلفي. والثلاثة يتصارعون اليوم على 90 بالمائة من المقاعد المتبقية من الدورة الأولى للجولة الأولى من لانتخابات التشريعية المصرية. وهناك أيضا ''الجماعة الإسلامية'' المشكلة أساسا من الذين أطلق سراحهم من السجون بعد 25 جانفي الماضي. فقد تشكلت تحت لواء ''البناء والتنمية'' ثم انضمت إلى ''التحالف الديموقراطي''، المتكون من الإخوان والوفد، لكن ''البناء والتنمية'' غادر التحالف وتقدم بقوائمه الخاصة. ومن المهم الإشارة إلى أن تيارات السلفية تعارض فكرة التحزب والمشاركة السياسية، لكنها فجأة، بعد سقوط الرئيس مبارك بيوم، عقدت مؤتمرات ''الدعوة السلفية''، خاصة بالمنصورة، دعا خلالها الشيخ محمد حسان إلى المشاركة السياسية. وُيعتبر ذلك تراجعا كبيرا لمبادئ التيار السلفي، فرفعوا شعارات مثل ''الشعب يريد تحكيم الكتاب'' و''لا علمانية لا مدنية، إسلامية، إسلامية'' وغيرها وقال وكيل مؤسسي ''النور''، عماد عبد الغفار، ''إن الحزب يدعو إلى إقامة دولة عصرية على الأسس الحديثة''، بالتدرج. فيما أسس الشيخ أيمن مرسي بالإسكندرية ''الإصلاح والنهضة'' التي كان لها قسط من الأصوات.