تشهد محافظة الإسكندرية ”شمال مصر” احتداما في المنافسة بين التيارات الإسلامية للحصول على مقاعد البرلمان المقبل، في أول انتخابات، بعد نجاح ”ثورة 25 يناير”، والمقررة اليوم، وسط مخاوف من تفتيت أصواتهم لصالح قوى سياسية منافسة· وكشفت الكشوف النهائية للمرشحين عن تنافس ثلاث قوائم أنشأتها أحزاب ذات مرجعية إسلامية، في أول منافسة من نوعها تشهدها الانتخابات المصرية حيث تصدر حزب الحرية والعدالة قوائم التحالف الديمقراطي، وتقدم حزب النور قوائم التحالف السلفي، ودفع تيار الوسط أيضا بقوائم على رأسها أعضاء سابقون بالإخوان· وتعتبر الإسكندرية معقلا للتيارات الإسلامية، فالدعوة السلفية نشأت بداياتها بالمحافظة ومنها أنطلق حزب النور الجناح السياسي للتيار السلفي، كما أن جماعة الإخوان المسلمين تتمتع بنفوذ وشعبية كبيرة بالمدينة الساحلية· وتحولت العديد من الدوائر والمقرات الانتخابية، في الساعات الأخيرة، للتيارات الثلاثة إلي ”خلايا نحل” إعدادا للترتيبات الخاصة باليوم الانتخابي لحشد الناخبين، حيث توزيع المنشورات على المواطنين ثم تنظيم المسيرات والمواكب واللقاءات، إضافة إلى وسائل أخرى للدعاية· كما كثف المرشحون الإسلاميون أنشطتهم الدعائية والمؤتمرات اليومية بمختلف الدوائر الانتخابية والتي تتميز بالوجود المكثف لأنصارهم ومؤيديهم على السواء، ومن المتوقع أن تمثل أشد الدوائر تنافسية بالمحافظة·
وفي السياق ذاته، يرى أمين حزب الحرية والعدالة بالإسكندرية حسين إبراهيم أن التنافس بين التيارات الإسلامية مطلوب، موضحا أن الأصل بالدول الديمقراطية هو التنافس بين القوى السياسية حتى ذات الأيديولوجيا الواحدة، وهو ما يدفع الجميع نحو الأفضل ويخلق مساحة من تجويد العمل والأداء السياسي· وأوضح إبراهيم أن التنافس القائم بين أحزاب الحرية والعدالة والنور وغيرهما، يصب بشكل أساسي في مصلحة الوطن الذي يحتاج إلى إدارة التنوع وتمثيل كافة التيارات السياسية في مراكز اتخاذ القرار·
من ناحية أخرى، قال عضو الهيئة العليا لحزب النور نادر بكار إن وضع الانتخابات الحالي لا يرقى إلى الخلاف بل يأتي في إطار التنوع والتعددية خاصة، مشيرا إلى أن الأحزاب المتنافسة تتقدم ببرامج انتخابية، وعلى المواطنين اختيار الأفضل من وجهة نظرهم· وأضاف بكار بأن حزب النور لم يتحالف مع الحرية والعدالة بالانتخابات الحالية بسبب تحالف الإخوان وحزبهم مع أحزاب أخرى بغير مرجعية إسلامية، وشدد على أن رؤية الجماعة والدعوة وحزبيهما واحدة فيما يخص كون الدين والدولة ”واحد” حيث يشمل الدين كل جوانب الحياة وأن المنافسة بينهما في بعض المناطق وليس في كل محافظات مصر·