النظام الجزائري يمر بغيبوبة، فمنذ أن بدأ الحراك السياسي في العالم العربي وسقوط الأنظمة الدكتاتورية الواحد تلو الآخر، لم يتمكن من التحرك ولم يعرف إلى اليوم كيف يتصرف أمام احتمالات هبوب رياح التغيير على قلعته المحصنة بقوانين بالية، قديمة وعقيمة. وكل محاولاته لإصلاحها جاءت مخيبة للآمال، ليس بالنسبة لعامة الناس فحسب، بل وحتى بين أفراد النظام أنفسهم. ولعل آخر خيبة أمل تلك التي صدمت أهل مهنة الإعلام الذين كانوا ينتظرون القليل من الانفتاح في مجال الصحافة. ولكن وزير الإعلام وبدعم من دوائر النظام أصحاب النظرة الضيقة، أراد عكس ذلك، وقدم مشروع قانون كارثيا حوّله الأفالان والأرندي إلى قانون رسمي أعاد قطاع الإعلام إلى ما قبل مطلع التسعينات. النظام خائف، ومن شدة خوفه فقد التركيز ولم يعد يميز بين ما هو في صالحه وما هو ضد مصلحته. وفي مجال الإعلام مثلا، قرر غلق الأبواب بشكل كلي، وهو يعتقد أنه بهذه الطريقة يمكن أن ينأى بنفسه عن العواصف التي وصلت عتبة حدود البلاد، وهي تنتظر أول فرصة للانقضاض على نظام أنهكته سنوات الحكم الفردي والتفكير الأحادي. وأمام هذا الخطر المحدق، لا يجد النظام سوى السعي لربح الوقت. وبينما يستمر وزير الإعلام في البحث عن أنجع الطرق لفتح السمعي البصري دون فتحه حقا، تأتي القنوات الفضائية تباعا من السماء لتدخل بيوتنا دون أن تطرق الباب. وآخر هذه الفضائيات: قناة المغاربية، التي يديرها أحد المهنيين الجزائريين، وقد بدأت بقوة حيث فتحت ملفا شائكا في أول يوم من ظهورها، وهو ملف الفساد في الجزائر. وفي هذا الوقت ما زال ناصر مهل يتحدث عن تطوير اليتيمة. والغريب أنه يتكلم عن التلفزيون الجزائري وكأنه يقصد مؤسسة أخرى وليس اليتيمة التي يعرفها الجميع، ويقول إن التلفزيون مفتوح أمام الجميع... يا سبحان الله. [email protected]