تسبّب اللّقب الرمزي، لبطل المرحلة الشتوية، الذي حسم بملعب الثامن ماي 1945 بين الرائد والملاحق، في توتر العلاقة بين فريقين عريقين. واشتعلت حرب التصريحات من جانب وفاق سطيف واتحاد الجزائر، تدين من جهة ''اعتداءات وسوء معاملة''، وبين ''امتعاض للإهانات ونفي للتهم''. ما ينذر بمرحلة إياب ''ساخنة'' في عز مرحلة الشتاء، قبل موعد الحسم في اللّقب الحقيقي. اتحاد الجزائر يصدر بيانا يندّد فيه ب''اعتداءات سطيف'' إدارة حداد تصف مسيري الوفاق ب''الدخلاء والمتخلّفين''
وصفت إدارة اتحاد العاصمة مسيري وفاق سطيف بالمتخلّفين والعاجزين، داعية الأسرة الكروية إلى الوقوف في وجه هؤلاء لمنعهم من تعطيل عجلة تطوير كرة القدم في الجزائر. أصدر اتحاد الجزائر، أمس، بيانا شديد اللّهجة، تلقت ''الخبر'' نسخة منه، ينتقد مسيري وفاق سطيف، ويندّد بما حصل للفريق الأول والأقل من 20 سنة في سطيف، أمضاه مولدي عيساوي، حيث اعتبر هذا الأخير أن مسيري الوفاق أصبحوا دخلاء على اللّعبة، وتجاوزتهم الأحداث بدخول كرة القدم عالم الاحتراف. مشدّدا على غلق الطريق أمام ''المتخلّفين والعاجزين''، وعدم السماح لهم بالتحكّم في مستقبل الكرة الجزائرية. ودعا مولدي عيساوي، من خلال البيان، إلى العمل على إرساء كل الصفات الحميدة ونشر المحبة والأخوة من خلال كرة القدم، وضمان حسن الضيافة والتسامح والاحترام المتبادل والفرحة بالتواجد في الملاعب. تاركا الانطباع بأن كل هذه القيم منعدمة لدى مسيري الوفاق، معتبرا أن فريقه عاش الجحيم في سطيف ''من خلال الاعتداء على فريق أقل من 21 سنة، وتعرّض ثلاثة من لاعبيه إلى إصابات، وبأن اللاّعبون والمسيرون نجوا بأعجوبة''. واتهم مولدي عيساوي أيضا، ضمنيا، عناصر الأمن بالتواطؤ مع وفاق سطيف، حين تساءل ''لماذا غابت قوات الأمن في تلك اللحظة بالذات؟''، مضيفا بلغة التهكّم ''لقد قدّمنا شكوى في محافظة الشرطة، لكن أي متابعة منتظرة؟''. كما اعتبر المدير العام لاتحاد الجزائر أن محمّد بنّوزة، الحكم الدولي، منح الأفضلية لأصحاب الأرض على حساب فريقه. وترك الانطباع بأن بنّوزة منح الفوز للوفاق، مستدلا بإشهاره ست بطاقات صفراء للاعبي الاتحاد دون أن ينذر أي لاعب من الوفاق. مضيفا ''لقد اعتدى اللاّعب ديس على لاعب الاتحاد فاهم بوعزة، غير أن الحكم دوّن في تقريره بأن لاعب الوفاق وجّه ركلة إلى نظيره من الاتحاد، في محاولة للتقليل من خطورة ما قام به اسماعيل ديس، حتى تكون عقوبته مخفّفة''. كما تساءل مولدي عيساوي عن دور محمّد بغورة محافظ المباراة، خلال كل ما حدث، مشيرا إلى أن ''أرضية الميدان شهدت تواجد عدد كبير من الأشخاص، منهم من اعتدى على لاعبينا على غرار زماموش وحميتي ولموشية ويخلف وجديات''، متسائلا ''ما فائدة تواجد بغورة إذن كمحافظ للمباراة''.
مدير الشركة الرياضية لوفاق سطيف عبد الحكيم سرار ''تصريحات مولدي عيساوي لا تليق بوزير سابق''
وصف المدير العام لشركة وفاق سطيف، عبد الحكيم سرار، التصريحات التي أدلى بها نظيره في اتحاد العاصمة، مولدي عيساوي، أمس ل''الخبر''، باللامسؤولة، وتصب في خانة التحريض، نافيا تعرض لاعبي الاتحاد لأي اعتداء من نوعه خلال المباراة الأخيرة. وقال سرار، في تصريح ل''الخبر''، أمس، إن فوز الوفاق كان نظيفا ولا لبس فيه، ''الثلاثون مليون جزائري شاهدوا المباراة، وشاهدوا أن الفوز كان نظيفا تماما. لكن الاتحاد يبدو أنه في كل مرة لا يتقبل الهزيمة، على غرار رد فعله العنيف بعد الخسارة في بجاية. وقبل أن يتحدث عيساوي عن هذه الاعتداءات المزعومة كان عليه أن يتحدث، أيضا، عن لاعبه الذي اعتدى على محافظ شرطة كان يؤدي عمله''، يقول سرار، الذي يرى أن عيساوي كان ملزما بتلطيف الأجواء عوض شحنها أكثر. وقال سرار ''المؤسف أن الأمر يتعلق بوزير سابق، كان عليه أن يدلي بتصريحات دبلوماسية، وليس تصريحات نارية وتحريضية''. وفي معرض حديثه عما حدث للاعبيه السابقين واعتداء لاعبه ديس على بوعزة، قال سرار ''شتم اللاعبين عندما يواجهون فريقهم السابق ليس ظاهرة سطايفية، وإنما ظاهرة جزائرية تحدث مع كل اللاعبين، ولدى كل الأندية. أما بالنسبة لما حدث بين ديس وبوعزة فيجب أن أذكر أن اللاعبين كانا سويا في فريق الوفاق، وقبلها في فريق البليدة، وما حدث بينهما هو تصفية حسابات شخصية بينهما لا غير''. ودعا سرار مسيري الاتحاد لعدم التهويل نظرا للضغوطات التي تواجه فريقهم في مختلف تنقلاته خارج ملعب بولوغين، مضيفا ''من المنطقي أن يكون فريق الأحلام، فريق الملايير، هذا تحت الضغط، والكل يسعى لهزيمته، وفي كل تنقل يمتلئ ملعب منافسه بالأنصار. حدث هذا في سطيف، وسيتكرر في باتنة، وفي بقية الملاعب. هذا شرف لهم وليس العكس. لقد عشنا نحن هذه الوضعية في المواسم السابقة، ولم نشتك من ذلك، ولم نقل أبدا إننا عرضة لمؤامرة، أو أطلقنا تصريحات كالتي يستعملها الوزير السابق''، ختم سرار حديثه مع ''الخبر''.