اتفقت، أول أمس، جريدة ''الخبر'' مع مجلة ''ماريان'' الفرنسية على إقامة شراكة لتنظيم ندوة تاريخية بمدينة مارسيليا الفرنسية خلال الأسبوع الأخير من شهر مارس القادم، حول موضوع ''خمسين سنة بعد حرب الجزائر واتفاقيات إيفيان''. اعتبر موريس سافران أن المشروع المقترح من قبل مجلة ''ماريان''، والذي دعيت ''الخبر'' لأن تكون شريكا فاعلا فيه، مبني على فكرة جديدة وجريئة، تسمح بعد مرور خمسين سنة من اتفاقيات إيفيان واستقلال الجزائر، بتجميع أكبر قدر من الفاعلين من الضفتين، للنظر فيما يمكن أن يكون قواسم مشتركة وعلاقات إنسانية وفكرية، دون تعصب لفكرة أو مبدأ، والتأكيد على أن المرحلة الجديدة من العلاقات الجزائرية الفرنسية يمكن أن ينظر إليها من عدة زوايا ومقاربات، دون أن تثير نزاعا وخلافا. وأوضح سافران، الذي زار ''الخبر'' أول أمس رفقة ألبير مالي، المدير الأسبق ل''ماريان''، أن المشروع الكبير الذي دعيت إليه ''الخبر'' كشريك يشمل تنظيم ملتقى متعدد المواضيع، يتمحور حول موضوع محوري، ومقاربات بعد خمسين سنة من اتفاقيات إيفيان وحرب الجزائر. المشروع الذي بدأ يتبلور بالشراكة بين مجلة ''ماريان'' وإذاعة ''فرانس أنتر''، يصبو إلى الخروج عن المألوف وعن الأفكار المنمطة والجاهزة والمسبقة، ولا يرمي إلى إعادة اجترار التاريخ كمحطات تاريخية، ولكنه سيتوقف عند العديد من الأسئلة الكبيرة التي تتميز بها العلاقات الفرنسية الجزائرية من الناحية الإنسانية والاجتماعية. وأشار مسؤولا ''ماريان'' إلى أن الأسئلة المركزية التي يتمحور حولها المشروع هي مكانة المرأة والرؤية التي تقدم لها، ومكانة الشباب، والبعد اللغوي كعنصر من عناصر الهوية، ومكانة الدين أو العلمانية، والنموذج الثوري الجزائري ومدى تأثيره في الحركية العربية التي تشهدها المنطقة العربية حاليا. وشرع المنظمون في إعداد فضاءات خاصة لعرض الندوات والنقاشات التي سيشارك فيها مفكرون ومؤرخون وفاعلون، عايشوا المرحلة التي تمتد لخمسين سنة من استقلال الجزائر وقبلها أيضا، فضلا عن إدراج البعد الفني والثقافي من خلال فرق موسيقية وعروض مسرحية. وذكر موريس سافران وألبير مالي أن مجلة ''ماريان'' ستخصص عددا خاصا بمناسبة 50 سنة من اتفاقيات إيفيان في مارس المقبل، وأنها رغبت في ضم ''الخبر'' كشريك فاعل في المشروع، إيمانا منهم بمصداقية الصحيفة التي تعكس ذات القيم التي دافعت عنها ''ماريان''. فالمجلة التي جسدت منذ نشأتها على يد جون فرانسوا كاهن وموريس سافران في 1997 الصورة الرمزية للقيم الجمهورية في فرنسا، وحاربت الفكر الأحادي، تسعى اليوم إلى إرساء قواعد الحوار الهادئ والبنّاء بين ضفتي المتوسط.