قال وزير الخارجية المغربي، سعد الدين العثماني، أمس، إن مسعى انخراط المغرب في ''مجلس التعاون الخليجي'' لن يكون على حساب اتحاد المغرب العربي ''الذي شكل أولوية الأولويات لدينا''، وأن المبادرة ''الخليجية'' تتضمن إرساء علاقات شراكة لا تضر بالوحدة المغاربية. أوضح رئيس دبلوماسية المملكة المغربية أن الدستور المغربي الجديد رتب أولويات السياسة الخارجية، ووضع اتحاد المغرب العربي في صدارة الأولويات، مشيرا، في رده عن سؤال حول مسعى انضمام المملكة لمجلس التعاون الخليجي، إلى أن الأخير لن يكون بديلا عن اتحاد المغرب العربي ''الذي نتوق أن تلعب فيه كل من الجزائر والمغرب دورا محوريا''، وتابع سعد الدين العثماني، لدى استقباله من قبل أبو جرة سلطاني بمقر حركة مجتمع السلم، أمس، ''نشكر الخليجيين الذين دعونا للانضمام إلى مجمعهم، لكننا نحن مفتوحون على مختلف التكتلات ومسعى التجمع الخليجي لا يضر الاتحاد المغاربي في شيء''. وقال وزير خارجية المملكة إن الرئيس بوتفليقة والملك محمد السادس وافقا على مقترح عقد اجتماع للجنة العليا المشتركة، على أن يكون ذلك في غضون السنة الجارية بالرباط. وتتولى أشغال اللجنة البت في الملفات العالقة، على غرار ملف الحدود البرية والملف الأمني، وإن شدد العثماني على أن ملف الحدود تم التطرق إليه ''على الهامش''، لكنه أكد أن ''مقاربتنا الدبلوماسية تقر بالبدء ''فيما اتفق حوله، يليه فتح تدريجي لملفات محل خلاف، لأن زيارة واحدة لا تكفي''. ولما سئل حيال ما يتداول بشأن ''وساطة سعودية لحل الخلافات بين البلدين''، رد العثماني بالنفي، وقال ''نحن إخوة ولسنا بحاجة إلى وساطة من أي كان''. وشرح مسؤول الدبلوماسية المغربية حيثيات التفكير في القيام بأول زيارة خارجية كدبلوماسي، قائلا ''تشاورت مع جلالة الملك ورئيس الحكومة، وكان قرارنا أن تكون الجزائر أول محطة للخارجية المغربية، فاتصلنا مع إخواننا الجزائريين، ولم يستغرق الرد بالقبول أكثر من عشر دقائق''، متابعا ''هذا دليل واضح على إرادة الجانبين في تخطي كل العقبات، وهناك وضع يجب تجاوزه''. ورد العثماني عن سؤال بخصوص حظوظ إسلاميي الجزائر في الفوز بالتشريعات المقبلة، في مقدمتهم ''حمس'' التي استضافته، بالتأكيد أنه ''يحترم خيارات الشعب الجزائري وأي حزب يفوز سنتعامل معه بصفة طبيعية''، وفيما يشبه ''التوضيح'' بخصوص استراتيجية الإسلاميين في الدول التي أصبحوا فيها يحكمون، قال المتحدث، ''لم نصل إلى الحكم من أجل قلب الأمور رأسا على عقب، وإنما لتطوير ما يمكن تطويره، ولا نخل بالسياسة الكبرى لدولنا''. من جهته، أكد رئيس ''حمس'' أبو جرة سلطاني ''كسبنا صديقا جديدا في المغرب العربي وسوف تتغير المعطيات بتحولات في مصر وتونس''. وحظي سعد الدين العثماني باستقبال من الرئيس بوتفليقة بقصر الشعب، وقال إن ''بوتفليقة أبدى سعادة ببدء صفحة جديدة في العلاقات، كما استقبل من طرف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم.