وقع، صباح أمس، حادث مرور مروّع بالمكان المسمى حي أولاد الطيب في منحدرات الغزاغزة بالمخرج الشمالي لمدينة المدية، حيث انقلبت حافلة ركاب مهترئة من نوع فيات تعود بداية دخولها الخدمة إلى سنة .1984 أسفر الحادث عن وفاة شخصين في 60 و73 سنة من عمرهما، بينما أصيب شخص ثالث في الستين من عمره بجروح خطيرة، فيما سجلت إصابة 48 آخرين من بينهم 13 طفلا و10 نساء بإصابات ورضوض متفاوتة الخطورة. القتلى والمصابون نقلوا على مدار أزيد من ساعة على متن سيارات الإسعاف ومركبات الخواص إلى مستشفى محمد بوضياف، والذي شهدت أبوابه تدفق المئات من عائلات المصابين، وما بين متعاطف ومستنكر من سكان المدينة، ما أعاق نقل المصابين إلى مختلف المصالح الاستعجالية، فيما هبّ أزيد من 15 طبيبا والعديد من الممرضين من بينهم خواص بطريقة تضامنية مع تبرّع عشرات المواطنين بالدم لإنقاذ الجرحى والمصدومين. الحادث فجّر غضب العديد من الوجوه الجمعوية وأخرى منضوية تحت تنسيقية جمعيات الأحياء، وسارعوا إلى الالتفاف والاستنكار، وشرعوا في تنظيم حركة احتجاجية أمام مقر ولاية المدية، إلا أن مصالح الأمن تدخلت وأقنعتهم بالعدول عن ذلك خشية انفلات الوضعية بالتوازي مع إجراء مقابلة في كرة القدم كانت ستجمع أولمبي المدية مع نظيره جمعية وهران. الجمعيات المنددة بالحادث، كانت قد نبهت في عشرات المراسلات واللقاءات بمديرية النقل، مطالبة بسحب كل الحافلات المهترئة من الخدمة بمختلف خطوط مدينة المدية، وقامت بتنظيم عدة احتجاجات آخرها بمحطة النقل الحضري بطحطوح قبل أسابيع، إلا أن انتقاداتها الشديدة لما تسميه بحافلات ''القتل الجماعي'' لا تزال دون أخذ بعين الاعتبار.