أكرمنا الله تبارك وتعالى ببعثة سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومَنّ علينا ببزوغ شمس رسالته. قال تعالى: {لقد مَنَّ الله على المؤمنين إذْ بعَثَ فيهم رسولاً مِن أنفُسِهم يتلو عليهم آياته ويُزكّيهم ويُعلِّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبلُ لفي ضلال مبين} آل عمران .164 إنّ لسيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علينا حقوقاً كثيرة، ينبغي علينا أداؤها والحِفاظ عليها، والحذَر من تضييعها أو التّهاون بها، ومنها: الإيمان به صلّى الله عليه وسلّم. قال الله تعالى: {فآمنوا بالله والنُّور الّذي أنزلنا} التغابن .8وقال سبحانه: {إنّما المؤمنون الّذين آمنوا بالله ورسوله ثمّ لم يرتابوا} الحجرات .15 اتّباعه صلّى الله عليه وسلّم. قال سبحانه وتعالى: {ورحمَتي وَسِعَت كُلّ شيء فسأكتُبُها للّذين يتَّقون ويُؤتون الزّكاة والّذين هم بآياتنا يُؤمنون × الّذين يتّبعون الرّسول النّبيّ الأميّ} الأعراف 156 .157 محبَّتِه صلّى الله عليه وسلّم. قال صلّى الله عليه وسلّم: ''لا يُؤمن أحدُكم حتّى أكون أحَبَّ إليه من وَلَدِه ووالده والنّاس أجمعين'' متفق عليه. نشرُ دعوته صلّى الله عليه وسلّم. قال نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم: ''بلِّغوا عنِّي ولوْ آية'' رواه البخاري. وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''لأَن يهدي بك رجُلاً واحداً، خيرٌ لك مِن حُمْرِ النَّعَم'' متفق عليه. توقيره صلّى الله عليه وسلّم، حياً وميِّتاً. قال الله تعالى: {إنّا أرسلناك شاهِداً ومُبشِّراً ونذيراً × لِتُؤمنوا بالله ورسوله وتُعزِّروه وتُوقِّروه وتُسبِّحوه بُكرَةً وأصيلاً} الفتح 8 .9 وقد كان أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يُعظِّمونه ويوقِّرونه ويُجلُّونه إجلالاً عظيماً، فقد كان إذا تكلَّم أطرَقوا له، حتّى كأنّما على رؤوسهم الطير. وأمّا توقيره صلّى الله عليه وسلّم بعد وفاته، فاتّباع سُنّته، وتعظيم أمره، وقبول حُكمه، والتأدُّب مع كلامه، وعدم مخالفة حديثه لرأي أو مذهب. الصّلاة عليه صلّى الله عليه وسلّم كُلَّما ذُكِر. فقد أمر الله المؤمنين بالصّلاة عليه فقال: {إنّ الله وملائكَتَهُ يُصلُّون على النّبيّ يا أيُّها الّذين آمنوا صَلُّوا عليه وسَلِّموا تسليماً} الأحزاب .56 وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''رَغِمَ أنفُ رجل ذُكِرْتُ عنده فلَمْ يُصلِّ عليَّ'' رواه مسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ أَوْلَى النّاس بي يوم القيامة، أكثرُهم عليَّ صلاة'' رواه الترمذي. وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''البخيل مَن ذُكِرتُ عنده ولم يُصلِّ عليَّ'' رواه أحمد والترمذي. مُوالاة أوليائه وبغض أعدائه صلّى الله عليه وسلّم. قال الله تعالى: {لا تَجِدُ قوماً يُؤمنون بالله واليوم الآخر يُوَادُّونَ مَن حادَّ اللهَ ورسولَه ولوْ كانوا آباءَهم أو إخوانَهُم أو عشيرَتَهم أُولئِك كتَب في قلوبِهم الإيمانَ وأيَّدهُم برُوحٍ منه} المجادلة .22 ومن موالاته صلّى الله عليه وسلّم، موالاة أصحابه ومحبَّتهم وبَرُّهم، ومعرفة حقِّهم والثناء عليهم، والاقتداء بهم والاستغفار لهم، والإمساك عمّا شجَر بينهم ومعاداة مَن عاداهم أو سبَّهم أو قدح في أحد منهم، وكذلك محبّة آل بيته الطاهرين وموالاتُهم والذَبُّ عنهم وترك الغلو فيهم.