تحولت حياة الرضيع حمزة سعيدون، الذي لم يتجاوز عمره بعد تسعة أشهر، إلى كابوس حقيقي ومأساة تتداولها الألسن. حينما حمله والده إلى مستشفى بوفاريك بالبليدة قصد علاجه من إسهال حاد أصابه، لكن الملاك الصغير بعد دخوله مصلحة طب الأطفال خرج مصابا بمرض في رجله اليمنى، مرض تطور إلى أن تحتم على الأطباء والوالد المقهور الموافقة على بتر رجل فلذة كبده بحجة أن حالته مستعصية وغير قابلة للعلاج.. فكان آخر العلاج بتر القدم! لكن كيف حدثت هذه المأساة؟ القصة يرويها والد الرضيع حمزة والتي بدأت يوم 19 أكتوبر الماضي.. كانت عقارب الساعة تشير إلى منتصف الليل.. حمل الأب رضيعه برفقة جدته إلى مستشفى مدينة بوفاريك لعلاجه من حالة إسهال حاد ألمّ به.. ولما جاء دوره في الفحص، عاين الطبيب المناوب الرضيع وطلب أخذ عينة من دمه لإجراء التحاليل الطبية لتحديد سبب الإسهال بدقة. يقول والد حمزة ل''الخبر'': ''لم أستسغ الحقنة التي استعملها الممرض لأخذ العينة لأن حجم إبرتها بدا لي كبيرا، ولم يمض وقت حتى خرجت لجلب أغراض ابني لأن الطبيب طلب بقاءه تحت النظر''. في اليوم الموالي، لاحظ الجميع بداية ظهور تغير في لون بشرة الرضيع على مستوى رجله اليمنى وظهر طفح جلدي، وكلما مضى الوقت زاد احمرارا وميلا للتعفن. ولما طلب الوالد نتائج التحاليل، أخبره الفريق المكلف بمتابعة حالة ابنه بأنها ضاعت ويتوجّب عليهم إعادة إجراء تحاليل جديدة. وحسب شكوى دفاع الرضيع حمزة، بحوزة ''الخبر'' نسخة منها، فإن ''الفحوصات الطبية لم تكن الفحوصات الخاصة بالرضيع حمزة أي تم استبدالها، ورغم ملاحظة بداية تفحم رجله اليمنى حاول الفريق الطبي طمأنة الوالد وبأن لا شيء يدعو للقلق''. ومع مرور الوقت كانت الوضعية تسوء إلى أن جاء يوم ال27 من أكتوبر، حيث قام الوالد بنقل ابنه إلى عيادة طبيب خاص لفحصه بالأشعة بعد أن أجرى تصويرا بالأشعة في عيادة بمدينة بواسماعيل لإجراء تحاليل جديدة، وهنا كانت صدمته كبيرة وهو يكتشف خطورة الموقف. بعد ذلك حمل الوالد رضيعه حمزة وتوجه به إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي، أين مكث فيه أسبوعا كاملا، لم تتحسن خلاله حالة الصغير من إصابته، فأخذه إلى مستشفى بن عكنون وأجرى له فحوصات أخرى، وأجمع الأطباء على أن الحالة صعبة ويستحسن التعجيل ببتر قدم حمزة مخافة استفحال تقرح الرجل كاملة وانتشاره إلى بقية أعضاء الجسم. لم يوافق الوالد في البداية على قرار الأطباء، لكنه في الأخير رضخ على مضض وغصة وتمّت عملية البتر بمستشفى بلفور في الحراش منتصف ديسمبر الماضي. ولأنه شعر ب''الذنب والحفرة''، قام الوالد بإيداع شكوى رسمية لدى المحكمة ضد المشرفين وأطباء مصلحة الاستعجال ومسؤولين بمستشفى بوفاريك بتاريخ ال29 من شهر جانفي الجاري. مسؤول بمستشفى بوفاريك ''لم نتلق أي شكوى حول الحادثة'' للحصول على تعليقها حول الحادثة، اقتربت ''الخبر'' من إدارة مستشفى بوفاريك، فتم إبلاغنا بأن المدير غائب، وحول طلبنا إلى نائبه الدكتور دمارجي، الذي أوضح بأن إدارة المستشفى لم تتلق أي شكوى في هذا الشأن. وأضاف دمارجي بأنه ''في حالة ما إذا تبيّن ارتكاب خطإ في إحدى مصالحه، فإن الإدارة ستقوم بإجراء التحقيق ومعاقبة المسؤولين عنه''.