واشنطن تتهم الخرطوم بقصف مدنيين.. ومذبحة ''قبلية'' في جنوب السودان اتهمت الولاياتالمتحدة حكومة الخرطوم بشن هجمات جوية على مدنيين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الحدوديتين مع دولة جنوب السودان، والتي تعاني من تمرد عسكري لقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال. في الوقت نفسه أكدت الأممالمتحدة إن بعثتها في دولة جنوب السودان تحقق في تقارير عن مقتل 78 شخصا، في مذبحة ارتكبها مسلحون يرتدون ملابس عسكرية في ولاية وراب الحدودية مع السودان. واعتبرت الخبيرة المصرية في الشأن السوداني، أسماء الحسيني، في اتصال مع ''الخبر''، أمس، ما يحدث في دولتي السودان وجنوب السودان التي انفصلت رسميا في جوان 2011 بأنه ''أشبه بحرب بالوكالة''، موضحة أن ''كل بلد يدعم معارضين في البلد الآخر''. وقالت أسماء الحسيني، نائبة رئيس تحرير جريدة ''الأهرام'' المصرية، إن الجنوبيين يتهمون الخرطوم بالوقوف وراء عدم الاستقرار في جنوب السودان، بينما تنفي الخرطوم ذلك. وبالمقابل تتهم السودان جنوب السودان بدعم ميليشيات مسلحة في ولايتي جنوب كردوفان والنيل الأزرق''، مشيرة إلى أن ''كلا من السودان وجنوب السودان يعانيان من انفلات أمني، وأن معظم الإمكانيات الاقتصادية للبلاد توجه للإنفاق العسكري، وأثر ذلك على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لسكان البلدين، ويظهر ذلك من خلال ارتفاع الأسعار''. وأكدت الحسيني أن مقتل 78 شخصا في منطقة بولش بولاية واراب في دولة جنوب السودان على يد مسلحين من ولاية الوحدة في شمال جنوب السودان ''ليس الحادث الأول، ولن يكون الأخير''، معتبرة أن ''المشكلة في حقيقتها قبلية، وهي أكبر المشاكل التي تواجه جنوب السودان''، لكنها نفت وجود أي صراع بين المسلمين والمسيحيين في جنوب السودان، وقالت ''هذا الأمر غير مطروح الآن، إلا إذا لم تلتزم قيادات جنوب السودان بضمان حقوق المسلمين، كما تعهدت بذلك''، وأشارت إلى أن جنوب السودان ''فيه تسامح كبير''. وكانت واشنطن قد أدانت ما وصفته قصفا جويا للمدنيين، وجاء في بيان للبيت الأبيض، أول أمس الخميس، ''تدين الولاياتالمتحدة بقوة قصف القوات المسلحة السودانية للسكان المدنيين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في السودان''.