خرج آلاف السوريين، أمس، في عدد من المدن في الذكرى الثلاثين لمجزرة حماه، في جمعة أطلق عليها المناهضون للنظام ''جمعة عذرا حماه''، فيما طوقت قوات الجيش السوري مداخل المدن التي استجابت لنداء المعارضة. استمرت في مقر الأممالمتحدة بنيويورك المشاورات حول مشروع القرار الذي قدمته المغرب، حيث أكدت دول أعضاء مجلس الأمن أنها قاربت التوصل لاتفاق بشأن الأزمة السورية. وأوضحت مصادر دبلوماسية أنه تم صياغة مسودة رابعة، تضمنت تعديلات أخذت بعين الاعتبار الملاحظات الروسية. وقد تم توزيعها على الدول أعضاء مجلس الأمن، والمعنية بالأزمة السورية لدراستها، ومن ثمة عرضها للتصويت. وأفادت التسريبات أن التعديلات راعت رفض روسيا القاطع لأي تلميح للتدخل العسكري في سوريا، إلى جانب تفادي الإشارة إلى تأييد مطلب الجامعة العربية بحتمية ''نقل السلطة''، على اعتبار أن ممثل روسيا في الأممالمتحدة، فيتالي تشوركين، هدد باستعمال ''الفيتو'' في حال تضمن مسودة مشروع القرار لأي من هذه التلميحات. من هذا المنطلق، يرى المراقبون أن مسألة التوافق في المواقف الدولية ليست بالبعيدة، بالنظر لإمكانية قبول روسيا المسودة الرابعة، والتي تضمنت بندا يشير صراحة إلى دعم ''الحل السلمي، ورفض التدخل العسكري''، هذا إلى جانب عدم تطرق المشروع، بصيغته الجديدة، إلى مسألة نقل السلطة، مثلما هو منصوص عليه في المبادرة العربية، في إشارة إلى أن أي تغيير في السلطة سيمر عبر التفاوض مع النظام السوري القائم. وفي سياق متصل، أشار دبلوماسيون أمريكيون إلى أن التعديلات التي تضمنتها المسودة الرابعة قد تكون الأخيرة، مشددين على أن آمال الدول الداعمة للمبادرة العربية في نقل السلطة سلميا تقوم على احتمالات، أولها قبول روسيا للمسودة. وتشير المعلومات، المتوفرة إلى أن روسيا قد لا تمانع فكرة تكرار السيناريو اليمني في سوريا، باعتباره يضمن للرئيس بشار الأسد حصانة كاملة ميدانيا، يستمر الوضع في التأزم، حيث أشارت هيئة الثورة السورية أن نهار أمس شهد ارتفاعا ملحوظا في حصيلة الضحايا، إذ بلغ أكثر من 30 قتيلا في المدن التي شهدت اشتباكات بين الجماعات المسلحة التابعة للجيش الحر المنشق وبين الجيش النظامي، فقد أكدت وكالة الأنباء الروسية الرسمية مقتل عميد وثلاثة عسكريين بريف دمشق و11 شخصا من عناصر الجماعات المسلحة.