الجزائر - ما يزال المشهد السياسي في سورية يراوح مكانه في اعقاب تردي الوضع الامني فيما يواصل مجلس الامن الدولي محادثات جديدة اليوم الخميس لاعداد مسودة مشروع قرار حول سورية بعد انقسامات حالت دون التوصل إلى اتفاق بين اعضائه. و تحدثت تقارير واردة من دمشق اليوم عن سماع اطلاق الرصاص و اسلحة ثقيلة في "حمص" يعد يوم دام سجل سقوط 72 قتيلا في أقل من 24 ساعة خلال عمليات نفذت في المدينة و ما جاورها. وقال بسام محمد (و هو طبيب شرعي) لوسائل اعلام انه "وصل مجموع عدد جثث الضحايا إلى 72 جثة خلال 24 ساعة الماضية معظمهم سقط بالرصاص" فيما اكد مصدر مطلع انه " تم العثور على 27 جثة بسيارة نقل للمواد الغذائية قرب مقبرة (الفردوس) شرق حمص". و من جهتهم أكد شهود من أهالي المدينة اليوم ان "سماع اصوات اطلاق النار واسلحة ثقيلة وشوهدت سحب دخان في اكثر من منطقة بالمدينة". و ياتي هذا التصعيد عشية موافقة سورية على المبادرة العربية التي تتضمن انسحاب الجيش من المدن و السماح لمراقبي الجامعة العربية ووسائل الاعلام بالدخول إلى سورية. وكانت مصادر حقوقية ومن المعارضة السورية قد أكدت ان عددا من المدنيين قتلوا امس الاربعاء في عدد من المدن السورية و في "حمص" على وجه الخصوص اضافة إلى عسكريين خلال اشتبكات مسلحة فيما اعلنت وكالة الانباء السورية عن مقتل عدد من العسكريين اضافة إلى مقتل ارهابيين و مصادرة كميات من الاسلحة و المتفجرات. و تأتي هذه الانباء في وقت اشارت فيه تقارير إلى ان قوات الجيش استعادت السيطرة على مناطق في" ريف دمشق" من قبل مسلحين يقولون انهم ينتمون إلى "الجيش السوري الحر" المنشق بعد اشتباكات بين الجيش و المجموعات منشقة عنه. و تاتي هذه التطورات فيما يستعد مجلس الامن الدولي لعقد جلسة جديدة من المحادثات اليوم لاعداد مسودة مشروع قرار حول سورية بعدما اخفق في التوصل إلى اتفاق على خطة الجامعة العربية بسبب تمسك روسيا والصين بموقفهما الرافض لتغيير النظام بالقوة في سورية. و قال المندوب الروسي لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين ان"هناك تفهما افضل قي مجلس الامن لما يجب القيام به من اجل التوصل إلى تسوية بشان سورية وذلك عقب جلسة مجلس الامن امس لبحث مشروع قرار بشان سورية". ومن جهته أكد مندوب بريطانيا مارك ليال غرنت بانه "تم تحقيق بعض التقدم و هناك رغبة للتوصل إلى نص يمكن تبنيه قريبا" في حين اشارت مصادر دبلوماسية إلى انه "اثر محادثات جرت في مجلس الامن سيتم الاعداد لمسودة مشروع قرار على ان تجري اليوم الخميس محادثات جديدة بشانه". وعرف مجلس الامن خلافات حول التعامل مع الازمة السورية حيث تعمل روسيا والصين على ايقاف اي تحرك من شانه الافضاء إلى قرار يهدف إلى فرض اجراءات "صارمة" على السلطات السورية على خلفية الازمة التي دخلت شهرها الحادي عشر. وفي هذا الصدد أكد الممثل الروسي الدائم لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين أن موسكو" لن تغير من موقفها من القضية السورية ولن تدع مجلس الأمن الدولي يمرر قرارا بشأن دمشق إذا كانت الوثيقة غير مقبولة لموسكو". وقال الدبلوماسي الروسي "إذا كان نص القرار سيعمل على تفاقم الصراع في سورية فإننا نعده خاطئا ولن نسمح بتمريره نقول ذلك بأمانة ووضوح" كما حذر من أن القرارات التي تناقش بشكل غير كاف يمكن أن تؤدي إلى "أزمة إقليمية عميقة". وأوضح إن روسيا "تدعم التوافق بشأن القرار بشأن سورية في مجلس الأمن الدولي لأن موسكو تعتقد أنه لايزال هناك فرصة لحل الأزمة السورية سياسيا. و يذكر ان روسيا و الصين قد اسقطتا مشروع قرار أوروبي يهدد بفرض عقوبات على سورية باستخدام حق الفيتو في مطلع شهر جانفي الماضي. ومن جهته قال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية في تصريح نقلته شبكة تلفزيون (سي ان ان) الإخبارية الأمريكية اليوم أن "القرار الدولي المنتظر سيضع الضغط على الحكومة السورية لأنها ستدرك ان روسيا لا تستطيع الوقوف إلى جانبها إلى الأبد فهم أيضا يتعرضون لضغوط كبيرة الآن وكما تعلمون روسيا لا تريد أن تكون ضد الشعب". و ذكر العربي ان روسيا "لا تريد خطة السلام العربية التي تنص على أن يفوض الرئيس صلاحياته لنائبه. فنحن لم نطلب أن يتنحى الرئيس ولكن فقط تفويض الصلاحيات للنائب والتي هي في الواقع خطوة وفقا لدستورهم". ومن جهتها دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من بكين الاسرة الدولية لتتجاوز كل الخلافات التي تعترضها بشأن سورية وأن" تتكلم بصوت واحد في الاممالمتحدة".