أوصد، نهار أمس، تجار الجملة بوسط مدينة وهران، أبواب محلاتهم وشلّوا كل أنشطتهم التجارية احتجاجا على كثرة الاعتداءات وانعدام الأمن. مُعبّرين عن غضبهم بتجمعات احتجاجية أغلقوا بموجبها مجموعة من الطرقات، الأمر الذي تسبب في عرقلة كبيرة لحركة المرور. عاشت شوارع معطى محمد الحبيب وبغدادي محمد وساحة فاليرو بوهران، أجواء استثنائية صنع ديكورها زهاء ألف تاجر جملة هجروا محلاتهم وقاطعوا ظرفيا كل أنشطتهم التجارية، احتجاجا على الأوضاع المتردية التي أصبحوا يمارسون فيها نشاطهم بفعل الانتشار المقلق للاعتداءات، حيث أكدوا بأن نشاطهم تراجع إلى حدود قياسية نتيجة مقاطعة الزبائن لمحلاتهم مخافة التعرض إلى السطو والإعتداء. مشيرين في هذا السياق بأنهم فقدوا ما يربو عن 70 في المائة من زبائنهم المنتشرين عبر كامل ولايات غرب البلاد، حيث بات هؤلاء يقصدون جهات أخرى بديلة وآمنة. وحسب مصادر من عين المكان، فإن هذه الحركة الاحتجاجية نجمت إثر الاعتداء الذي تعرض له صباح أمس، أحد الزبائن كان بصدد شراء سلعة من أحد المحلات، الأمر الذي أثار حفيظة عامة التجار الذين عبّروا عن غضبهم، بتنظيم تجمعات احتجاجية توزعت على عدة مناطق، حيث عمدوا إلى استعمال بعض القنوات والمعدات الخاصة بمشروع الترامواي الجاري إنجاز مساره في المنطقة، وبادروا إلى غلق كل الطرقات ممّا زاد في تعقيد حركة المرور المعقدة أصلا بفعل الأشغال الجارية في محور المكان، وهو ما أثار فضول جميع المارة من المواطنين. وقد تنقلت مصالح الأمن إلى مواقع الاحتجاج وبادرت إلى تنظيم حركة المرور، كما حاولت إقناع المحتجين من تجار الجملة المختصين في تجارة الملابس والأقمشة وبيع الحقائب ومواد التجميل بالعدول عن حركتهم، وتحرير الطرقات مع العودة إلى نشاطهم، غير أنهم رفضوا في البداية، حيث أكدوا بأنهم لن يعودوا إلى أماكن عملهم إلى غاية إيجاد حلول عملية تنتهي بتوفير الأمن وتحصينهم وتحصين زبائنهم من الاعتداءات.