كانت الساعة التاسعة صباحا عندما أغلق أكثر من 300 تاجر بشارع الثورة (حي الدرب) محلاتهم التجارية، وخرجوا إلى نهج معطى الحبيب (ساحة فاليرو) لقطع طول الطريق احتجاجا على اللاأمن الذي أصبح يهدد نشاطهم التجاري، ولعل النقطة التي أفاضت الكأس، هي ما تعرض إليه خلال الصباح الباكر زبون، وهو بائع تجزئة بشارع العربي بن مهيدي، تعرض بوحشية إلى اعتداء سافر بالسيوف والخناجر نفذه في حقه سبعة لصوص، قاموا بلعب دور البطولة في الإجرام، حيث أخرجوه من "متجر" تاجر جملة بشارع الثورة (حي الدرب)، وسرقوا منه 12 مليون سنتيم، وهو ما زاد من غضب التجار، ودفعهم للتنديد بالممارسات السافرة للمعتدين، في حق كل زبون يضع رجله بمحاذاة محلاتهم التجارية، فلا يمر يوم إلا وأسفر عن تعرض أربعة زبائن إلى اعتداءات جسدية بغرض السرقة على حد تعبير التجار. غضب ونرفزة وانعدام الطمأنينة، هي الملامح التي سجلتها الوطني خلال معاينة احتجاج تجار شارع الثورة بالدرب، وبعض تجار معطى الحبيب، وتجار شارع "إيفتون" الذين التحقوا بركب المحتجين، إضافة إلى عدد من تجار شارع مارسو، هؤلاء فضلوا الوقوف وقفة تضامنية مع زملائهم المتضررين من سياسة اللاأمن، على اعتبار أنهم معنيون بقضية انعدام الأمن، فيوميا هم عرضة لوقوع اعتداءات جنونية من جماعات لصوصية، واحتج أمس 300 تاجر بشارع الثورة، بعد أن شلوا دون إشعار مسبق نشاطهم، احتجوا على وحشية الاعتداءات التي بات ينظمها اللصوص يوميا في حق زبائنهم، حيث يترصدون خطواتهم إلى غاية وصولهم إلى متاجر شارع الثورة، من أجل سرقتهم ونشل متاعهم، وكأن محلاتهم التجارية أصبحت الطعم الذي يستعمله المجرمون حتى تسقط فريستهم في الشباك، وتجد الجماعات اللصوصية في عز النهار الفرضة لتنفيذ مخططاتها المتعلقة بالسرقة، وهي أعمال إجرامية تطورت يقول بعض التجار إلى حدود غير معقولة، فاللصوص بادعائهم "الرجلة" و"الشطارة" أصبحوا يهجمون على المحلات بشارع الثورة، ويخرجون الزبائن منها بعد أن يترصدونهم بغرض سرقتهم، هذه التطورات الفظيعة، حركت أمس التجار ودفعتهم إلى غلق محلاتهم، معلنين إضرابا –كما فضلوا تسميته- ونزلوا إلى ساحة فاليرو، من أجل غلق الطريق ولفت انتباه السلطات المحلية والأمنية على وجه الخصوص، إلى أنهم في حالة غضب، وإضراب مفتوح إلى غاية توفير الأمن، وعدّد التجار أكثر من حادثة مماثلة وقعت منذ سنوات، وتستمر الأوضاع نفسها حسبهم بسب انعدام الأمن، وآخر ما تم تسجيله، هو تعرض زبون تاجر أول أمس بساحة بن داود بحي الدرب، إلى اعتداء آخر، وكذا بائع مجوهرات بشارع العربي بن مهيدي إلى سرقة مجوهرات بالملايير. والأمر الذي أثار الفزع أكثر في نفوس الوهرانيين، هو ما حدث نهار أول أمس عندما أقدم مجموعة من المجرمين على اقتحام عيادة أحد الأطباء بشارع مستغانم، واستولوا على العديد من المعدات الطبية، بالإضافة إلى نهبهم لأموال زبائنه وهواتفهم النقالة، ومصوغاتهم، وهو ما اعتبره البعض تطورا خطيرا للغاية، هذا واستأنف تجار شارع الثورة ونهج معطى الحبيب ونهج مارسو وشارع إيفتون أمس نشاطهم خلال الفترة المسائية بعد أن أودعوا شكوى ضد الجماعات اللصوصية، وتلقوا ضمانات من مصالح الأمن بتسوية الأوضاع الأمنية بعين المكان.