يسعى العديد ممن اكتووا بنار الإدمان وشروره، بمختلف أعمارهم، للتخلص من هذا الشبح الذي نخر أجسادهم وعكر صفو حياتهم وفكك أسرهم. ويفر العشرات منهم إلى المركز الوسيط لعلاج الإدمان بفوكة في تيبازة، مستغيثين وطالبين حلولا من شأنها أن تعيدهم إلى أحضان المجتمع من جديد. كشفت المكلفة بالعلاقات العامة بالمركز الوسيط لعلاج المدمنين، السيدة يخلف مفيدة، أن المركز استقبل منذ افتتاحه في الفاتح فيفري 2011 أكثر من 108 حالات، وهم شباب من مختلف المناطق والأعمار، تدفقوا جماعات وفرادى لطلب إخضاعهم لبرنامج علاجي، ومساعدتهم على تطهير أجسادهم من سموم المخدرات بشتى أنواعها. وأول ما يبحث عنه المدمنون السرية وعدم كشف هوياتهم، فبعضهم أرباب أسر وآخرون أدمنوا خفية عن محيطهم العائلي، ليخضعوا بعد ذلك لبرنامج علاجي أولي لمدة 21 يوما، حيث يستفيدون من مضادات الاكتئاب ومتابعة مكثفة من طرف أخصائيين في الطب النفسي العيادي وأطباء متخصصين في علاج الإدمان. ولا يقتصر العلاج على الجنس الذكر، بل يمتد إلى النساء والفتيات اللواتي سقطن في فخ الإدمان على المخدرات، كالمطلقات وكذا اللواتي واجهن مشاكل اجتماعية وأسرية وأخريات تم استدراجهن من قبل رفاق السوء، حتى استحوذت عليهن سموم المخدرات والحبوب المهلوسة. ولأن المركز يتمتع بالسرية التامة، فقد نجح في علاج أربع نساء في ظرف أسابيع كانت حالتهن مستعصية، وهي النتيجة التي شجعت أخريات على الاستنجاد بأخصائيي المركز. وفيما يخص المراهقين، فقد تمكن المركز من علاج ومتابعة أكثر من 11 قاصرا، تتراوح أعمارهم ما بين 14 و18 سنة، فمنهم من تقدم بمفرده طالبا العلاج دون إعلام أفراد أسرته ومنهم من أتى به أولياؤه للاستفادة من المتابعة، خاصة الآباء الذين تم إخطارهم من المحيط المدرسي. تجدر الإشارة إلى أن أغلب هؤلاء يتم التقاط حالاتهم من خلايا الإصغاء العشر، على مستوى المراكز الصحية والمؤسسات التعليمية. وقد كانت الحصيلة خلال 11 شهرا إيجابية، رغم حداثة المركز. فمن أصل 108 حالات تم استقبالها، نجحت 102 حالات في الإقلاع النهائي عن الإدمان مع استمرار المتابعة لهم، بينما فشل 6 أشخاص فقط غادروا قاعة العلاج دون رجعة، وهي نتيجة مشجعة للعشرات من الشباب على طلب المساعدة الطبية والنفسية للخروج من دوّامة الخمور والمخدرات وكذا التدخين، خاصة أن 69 شابا تتراوح أعمارهم ما بين 18 و30 سنة تخلصوا من جحيم الإدمان في ظرف أشهر فقط، وهي الفئة الأكثر استهلاكا للمخدرات والمؤثرات العقلية، تليها فئة الشباب البالغ من العمر 30 سنة فما فوق.