كشفت التقلبات الجوية الأخيرة بأن أمواج البحر كانت أعلى من الجدار العازل بمشروع الميناء الجديد في القالة، ما أثار تخوفات أجمعت عليها شهادات البحارة ومهنيي الصيد البحري أمس على هامش يوم دراسي نظم بنزل المولان في القالة. وقال المتحدثون إنهم تتبعوا ميدانيا وعن قرب ارتفاع أمواج البحر مع التقلبات الجوية الأخيرة، والتي تجاوزت ارتفاع الرواق الرئيسي لمكسرات الأمواج بطول 542 متر، والثانوي بطول 56 مترا، المنجز كلاهما بارتفاع 3 أمتار، بما يشكل خطرا على رسو السفن والبواخر الصيدية مستقبلا بعد استلام الميناء ودخوله الفعلي في النشاط الصيدي. وتضيف مصادرنا بأن المصالح التقنية لمديريتي الأشغال العمومية والصيد البحري كانت في حالة طوارئ بالميدان لمتابعة مدى مقاومة أروقة مكسرات الأمواج لمثل هذه الاضطرابات البحرية، وأخذت صورا فوتوغرافية عن هذه الحالة التي تتطلب إعادة النظر التقني في الارتفاع المناسب لمكسرات الأمواج بالرواقين الرئيسي والثانوي. من جانب آخر يتخوف كبار البحارة بالقالة من خطر زحف وتراكم الرمال البحرية بالحوض المائي على مساحة 10,11 هكتار لكون موقع مشروع الميناء مساحة بحرية رملية متحركة مع التيارات البحرية. ويجمع البحارة على أنهم عارضوا منذ البداية إنجاز مشروع البناء بموقعه الحالي بناء على معطيات بحرية تقنية وبناء على دراسات تاريخية فرنسية أكدت عدم صلاحية المكان البحري وألغت إنجاز ميناء صيدي بنفس الموقع وحولته إلى بنزرت التونسية. ومعلوم أن نهاية أشغال المشروع في مراحله الأخيرة تأجلت إلى أكثر من 4 مرات خلال السنتين الأخيرتين بعد 16 سنة من أشغال الإنجاز الذي وصفه وزير الصيد البحري في زيارته الأخيرة قبل شهرين بأن هذا الإنجاز تجاوزه الزمن من حيث طاقة الاستيعاب والحاجيات التي تضاعفت في النشاط الصيدي.