أعلنت وزارة الخارجية، أن مباحثات جزائرية أمريكية مرتقبة السبت القادم، تلامس مشروع إحياء اتحاد المغرب العربي، وملفات مكافحة الإرهاب، وتهتم الجزائر خلال زيارة هيلاري كلينتون، بتسويق أوضح للمشروع السياسي الراهن تحت مسمى ''قوانين الإصلاح''، وتترقب بالمقابل تزكية من واشنطن قد ترفع بعض الضغط على الحكومة في خضم مد إقليمي يناشد التغيير. جاء بيان كتابة الدولة الأمريكية، حول زيارة كلينتون للجزائر السبت القادم في سياق جولة مغاربية، أكثر دقة في تحديد الملفات التي تتوخى واشنطن بحثها مع المسؤولين الجزائريين، مقارنة ببيان لوزارة الخارجية تحدث عن ملفات الإصلاحات السياسية والمغرب العربي والوضع في الساحل. وأعلنت كتابة الدولة للخارجية الأمريكية في بيان لها، مساء الثلاثاء، أن هيلاري كلينتون ستجري محادثات مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حول ''الوضع الداخلي، التحضير للانتخابات التشريعية ليوم 10 ماي والتحديات التي تواجه المنطقة''. وحددت الخارجية الأمريكية هدفها بدقة من الزيارة، بالحديث عن التحضيرات للتشريعيات المقبلة. ومنذ فترة تهتم السفارة الأمريكية في الجزائر بالموعد المقبل، من خلال عدة لقاءات للسفير بمسؤولي أحزاب سياسية. وينظر الأمريكيون للانتخابات الجزائرية موعدا فاصلا، إما تتخلص من خلاله السلطة من ترشيحات مد الربيع العربي، أو يحكم عليه بالفشل في تحقيق تغيير يصفه دبلوماسيوها بأنه ''يستجيب لتطلعات الشعب''. ومن جهته أفاد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، أمس الأربعاء، أن ''المحادثات التي ستجريها السيدة كلينتون، خلال إقامتها بالجزائر، ستتمحور حول تعزيز العلاقات الثنائية متعددة الأشكال التي تربط البلدين والإصلاحات السياسية العميقة الجارية في بلدنا''، وأضاف بلاني أن المباحثات ستتناول أيضا ''بعض المسائل الراهنة الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مثل الوضع السائد في بعض مناطق العالم العربي، وبعث الاندماج الإقليمي في المغرب العربي، والوضع الأمني في الساحل، ومكافحة الإرهاب وتفرعاته''. وتفيد مصادر مطلعة على الزيارة ل''الخبر'' أن الجزائر تتوخى توضيح رأيها من مسار إحياء اتحاد المغرب العربي، في وجود تصور غربي مغلوط يشيع بأن الجزائر هي ''حجر العثرة'' داخل المجموعة المغاربية، وتعتمد المقاربة الجزائرية على ''المشروع الشامل'' في إحياء الاتحاد، وأيضا ''تطبيع'' العلاقات مع المغرب، بداية من الحدود البرية المغلقة. ويعتقد أن الرئيس بوتفليقة ''وافق على مضض'' على عقد قمة رؤساء مغاربيين، قياسا لنظرة جزائرية لا ترى جدوى ملحة لها، إلا بعد عمل طويل من هياكل الاتحاد. وترتب الجزائر لزيارة كلينتون منذ نحو عامين، ردا على زيارتين رسميتين لوزير الخارجية مراد مدلسي لواشنطن في وقت سابق. وآخر زيارة لرئيسة الدبلوماسية الأمريكية للجزائر، جرت في 2008 لما قادت الوزيرة السابقة كونداليزا رايس، زيارة في ختام ولاية جورج بوش للمنطقة المغاربية. وتزور كلينتون أولا بريطانيا، ثم تشارك يوم الجمعة في ''مؤتمر أصدقاء الشعب السوري'' الذي سينعقد في تونس، ثم تزور الجزائر وتختتم الزيارة في المغرب. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية بخصوص المؤتمر إن هذه الجولة تأتي من أجل بذل ''الجهود المستمرة مع أصدقائنا وحلفائنا والمعارضة السورية للقيام بالخطوات المقبلة لوقف عمليات القتل ضد الشعب السوري. والسعي لتحقيق التحول الديمقراطي في سوريا''. وفي هذا الملف تختلف الجزائر مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في قضايا مفصلية، بالنسبة للحل الأمثل للأزمة السورية، وبينما تدعم الجزائر ''حلا لا يخرج عن البيت العربي''، تؤمن واشنطن بحلول أخرى تبنى على رحيل فوري للأسد من الحكم.