حذر أطباء ومنتخبون في ولاية تمنراست من كارثة صحية في المناطق التي يتجمع فيها اللاجئون القادمون من شمال مالي بعد اكتشاف حالات إصابة بحمى الملاريا ومرض التيفوئيد، والعشرات من حالات سوء التغذية وسط الأطفال. وكشفت المعاينة الطبية لعدد من اللاجئين القادمين من شمال مالي، إصابة عدد منهم بأمراض التيفوئيد وحمى المستنقعات، وأفاد مصدر طبي من ولاية تمنراست بأن ما لا يقل عن 20 شخصا من اللاجئين القادمين من مالي يعالجون حاليا من أمراض إفريقية أصيبوا بها قبل دخولهم إلى الجزائر. وقال مصدر مسؤول من ولاية تمنراست إن وزارة الصحة أعدت مخططا استعجاليا للتكفل باللاجئين المرضى في إطار مخطط طوارئ خاص بوزارة الداخلية. ويتخوف منتخبون في ولاية تمنراست من انتقال الأمراض الإفريقية إلى سكان المناطق الجنوبية بفعل استمرار لجوء المواطنين الماليين إلى الجزائر. وحسب مصدر طبي فإن أغلب المصابين اضطروا لشرب مياه ملوثة أثناء تنقلهم من شمال مالي إلى الجزائر، وتزايدت المخاوف من احتمال انتشار وبائي لمرضي حمى المستنقعات أو الملاريا في المناطق الجنوبية بعد اكتشاف حالات إصابة وسط اللاجئين، وخاصة مع نقص العناية الصحية في الناطق النائية بأقصى الجنوب. ولا تتوفر الخدمات الصحية العادية للسكان في المناطق النائية بأكثر من 7 بلديات حدودية في كل من ولايتي تمنراست وأدرار، بل إن بعض الأسر في محيط بلديتي تيمياوين وتينزاواتين تقطع مسافة 200 كلم من أجل مقابلة طبيب. وأشار تقرير أعده منتخبون من ولاية تمنراست ''أن اكتشاف الإصابة بمرض الملاريا أو حمى المستنقعات في بعض المواقع النائية التابعة لبلدية آبلسة قد يستغرق أسبوعين بسبب النقص الشديد في الوسائل والخدمات الصحية، بل وحتى في وسائل النقل. وفوق كل هذا لا تتوفر ولاية تمنراست على وسائل كشف المصابين بالمرض قادمين من وراء الحدود الجنوبية ويعيش الآلاف من سكان مناطق شاسعة بولايتي تمنراست وأدرار في مواقع لم تصلها إمكانات وزار الصحة، وهي بالتالي غير مشمولة بمخططات مكافحة انتشار مرض أنفلونزا الخنازير. وأحصى تقرير سابق لأطباء من تمنراست -حسب الوثيقة الموجهة إلى وزير الصحة- وجود أكثر من 20 تجمعا سكانيا محروما من الخدمات الصحية. ورغم علم السلطات المحلية بالوضع، فإن لا أحد تحرك لمواجهة الموقف في الوقت المناسب. وكانت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات قد أعدت مخطط طوارئ للتدخل في حال انتشار مرض أنفلونزا الخنازير وانتقاله عبر الحدود الجنوبية، وتضمن المخطط تجهيز عدة وحدات طوارئ لعزل المصابين. وحسب مصدر من مديرية الصحة بولاية تمنراست فإن الإدارة أعدت أكثر من 10 سيارات إسعاف لنقل الحالات المرضية إلى عاصمة الولاية، وخصصت أطباء وشبه طبيين لعلاج اللاجئين المرضى ومواجهة خطر الانتشار السريع للأمراض التي قد ينقلها اللاجئون الذين يفلتون من المراقبة في الحدود.