لايزال داء "الملاريا" يهدد أرواح 40 بالمائة من سكان العالم، فهو يصيب سنويا 500 مليون نسمة في حين يموت بسببها أكثر من مليون شخص• بدأ الاهتمام بمكافحة هذا الداء في الجزائر منذ الاستقلال، حيث أشارت التقارير إلى أنه في خمسينيات القرن الماضي سجلت سبعين ألف حالة، في حين اليوم قضي على هذا الداء في مناطق الشمال إلا أنه بقيت مناطق الجنوب الجزائري معرضة له، حيث كشفت الدكتورة "حمادي" من المعهد الوطني للصحة العمومية أنه تم تسجيل 288 حالة إصابة بالملاريا خلال سنة 2007 عبر القطر الوطني، نسبة 95 بالمائة منها حالات آتية من مالي والنيجر• أما عن سبب انتشاره في الجزائر أضافت المتحدثة أنه يعود للهجرة السرية وحركة التجارة التي لا تخضع للمراقبة عبر الحدود، كما أشارت للحالات المرتبطة بالمحيط التي حددتها في الأمطار الغزيرة التي تسقط ببعض ولايات الجنوب خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، بالإضافة للحرارة والرطوبة الكافية المساعدة على انتشار البعوض الذي يعتبر المتسبب الرئيسي في هذا المرض الفتاك دون نسيان العوامل الأخرى كالمستنقعات والأودية• وعن كيفية حدوث المرض قال المختصون إنه عندما تلسع أنثى البعوض "الأنوفيلة" التي تحمل طفيلي الملاريا، شخصا سليما، تقذف في دمه كميات كبيرة من الطفيليات التي تدعى "بلاسموديوم" التي تذهب بدورها إلى الكبد، وهناك تدخل الخلايا الكبدية فتنمو وتنقسم فيها متحولة إلى كيسات مجهريه تحتوي في داخلها على أعداد كبيرة من الطفيليات، ثم لا تلبث هذه الكيسات أن تنفجر في نهاية الأسبوع الثاني مطلقة أعداداً كبيرة من أطوار "الميروزوات" التي تخترق بدورها جدران الكريات الحمراء• وتختلف فترة الحضانة وهي المدة الزمنية الفاصلة ما بين دخول الطفيلي إلى جسم المريض وظهور أعراض المرض بحسب نوع الطفيلي، ومتوسطها أسبوعان، بعد هذه الفترة تبدأ أعراض وعلامات المرض بالظهور وأهمها فقدان الشهية والحمى التى يتبعها العرق الشديد• الوقاية خير من العلاج وعن كيفية الوقاية من الداء يجمع المختصون على إزالة الأعشاب المائية على حواف الوديان، صرف المياه القذرة وردم البرك، بالإضافة إلى مكافحة البعوض عن طريق المبيدات، إلا أنه يبقى التلقيح والوقاية هو الحل الأمثل، وعن البرنامج المسطر من طرف وزارة الصحة للوقاية من هذا الداء أشارت الدكتورة "لمالي" من مديرية الوقاية بذات الهيئة إلى البرنامج الوطني الذي وضعته الوزارة في سنة 1968 بالتنسيق مع الدول المجاورة تونس والمغرب، مؤكدة أنه لم تسجل أي حالة وفاة بالجزائر بمرض الملاريا منذ سنة 2000• ونوهت ذات المتحدثة بأن الجزائر اتخذت الإجراءات الكفيلة للتصدي لمرض "حمى المستنقعات" عن طريق تحسين المراقبة الوبائية وتكوين المختصين للقضاء على الملاريا والأمراض الأخرى الخطيرة• ومن جهة أخرى أشار الدكتور "زبير حراث" من معهد باستور إلى البحث العلمي في مجال مكافحة الملاريا ولاسيما بحوض البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى المشروع الثنائي بين الدول الأوروبية وشمال إفريقيا لمكافحة الأمراض المنتشرة بالمنطقة والمرتبطة بالتغييرات المناخية من بينها مرض الملاريا•