تمكنت قافلة الإغاثة التابعة للجنة الصليب الأحمر الدولي من الدخول، أمس، إلى حي بابا عمرو بمحافظة حمص السورية بعد قرابة الشهر من الحصار الذي عرفته المنطقة بفعل تبادل إطلاق النار بين الجماعات المسلحة التابعة للجيش الحر المنشق وقوات الجيش السوري، حيث قالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر الدولي إن ''الوضع مثير للقلق الشديد''. يعد دخول فرق الإغاثة الأول من نوعه منذ تدهور الوضع الإنساني، حيث وافقت السلطات السورية، أول أمس، على دخول الفرق الطبية وشاحنات المساعدات الطبية والغذائية لمحافظة حمص، بعد تأكيد الجيش السوري الحر المنشق تراجعه من أحياء المحافظة، فيما قال ''إنه تراجع مدروس بهدف السماح للمساعدات بالدخول للسكان''، في حين أكد الجيش السوري النظامي أنه نجح في طرد ''الجماعات الإرهابية من حي بابا عمرو''، في تأكيد على أن فرق الهلال الأحمر السوري رافقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل تقديم المساعدة للمدنيين وإسعاف الجرحى. في الغضون تستمر دعوات المجتمع الدولي من أجل تسليط المزيد من الضغوط على الحكومة السورية، حيث شدد رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كامرون من لهجته تجاه الرئيس السوري معتبرا إياه ''مجرم حرب''، مضيفا على هامش القمة الأوروبية ببروكسل أن الأولوية في الوقت الراهن تكمن في ''جمع الأدلة لتجريم النظام السوري ومحاسبة المسؤولين لاحقا''، فيما أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن بلاده قررت إغلاق سفارتها في دمشق، مجددا موقف فرنسا الرافض لأي تدخل عسكري دون قرار مجلس الأمن. وزار ساركوزي الصحفيين الفرنسيين اللذين تم تهريبهما من حمص، أين كانا محاصرين لمدة أكثر من أسبوع، إلى لبنان ومنه إلى فرنسا على متن طائرة عسكرية. من جانبه أعلن رئيس الوزراء الروسي ومرشح الرئاسة فلاديمير بوتين أن موقف روسيا من الأزمة التي تشهدها سوريا لا يرتكز على خصوصية العلاقة بين البلدين وإنما ''موقف مبدئي جوهره يقضي بعدم تشجيع أي نزاع مسلح''، في إشارة إلى دعم موسكو كل الجهود التي ترمي لدفع الأطراف المتنازعة في سوريا إلى الجلوس حول طاولة الحوار''. من جهة أخرى جدد بوتين دعمه للنظام السوري، معتبرا أنه يتعرض لحملة إعلامية مغرضة تهدف للإطاحة به وتسليم السلطة للمعارضة، محذرا من تكرار السيناريو الليبي. ويأتي تجدد الاحتجاجات في الوقت الذي تستعد الدول المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا لعقد لقاء ثان في تركيا خلال شهر مارس الحالي، حيث ذكر المجلس الوطني السوري أن رئيسه برهان غليون اجتمع، أمس، مع وزير خارجية تركيا، أحمد داوود أغلو، وجدد المطالبة بإقامة ممرات آمنة لحماية المدنيين، على أن يتم إدراج هذا المطلب خلال الاجتماع القادم.