وصف الأمين العام لمنظمة المجاهدين، الاستحقاق التشريعي المقبل ب''غير المسبوق''، ويتزامن مع الاحتفال بخمسينية الاستقلال، في كلمة، خلت من '' تجريم الاستعمار'' كما لاحظ عدد من المجاهدين، بينما درج سعيد عبادو على المرافعة عن قانون تجريم الاستعمار، كلما سنحت الفرصة. ربط سعيد عبادو، لدى افتتاحه أشغال المؤتمر ال11 لمنظمة أبناء المجاهدين بقصر الأمم أمس، الاحتفالات المرتقبة بخمسينية النصر، و الاستقلال التي ''استكملت مراحلها''، وبين الموعد التشريعي ل10 ماي، في ظرف اعتبره سانح لدخول مرحلة سياسية جديدة تلي مسعى إصلاحات حقيقية، اقرها الرئيس بوتفليقة، على أن الموعد التشريعي المقبل يعد ''ثمرة جهد مخلص واستشراف واعد من أجل تمكين البلاد من إصلاحات جذرية تؤهل مكونات الدولة لدخول مرحلة جديدة في مسيرتها تحقق عبرها طموحات الشعب والرقي السياسي والاجتماعي والازدهار الاقتصادي للبلاد''. وأوعز المسؤول الأول عن منظمة المجاهدين، الفضل في فتح أفق الإصلاح للرئيس بوتفليقة، الرئيس الشرفي للمنظمة، ''لولوج مرحلة جديدة في مسيرتها'' وقال أنه ''لا غرابة أن يصدر ذلك من مجاهد أصيل من جيل ميزه الله بخصائص نادرة أبرز ملامحها قدرته على فهم الإرادة الشعبية وإدراكه لأوان الاستجابة لتلك الإرادة وتوفيقه في اختيار الآليات المناسبة لإحداث التغيير المنشود''. وفيما يشبه دعوة الجزائريين إلى التوجه نحو مراكز الانتخاب يوم 10 ماي، أكد سعيد عبادو أنه أصبح أمام الجزائريين أحزابا جديدة، عززت الحراك السياسي في الجزائر، و'' تنتمي إلى مرجعيات مختلفة يضلها سقف الوحدة الوطنية''، مضيفا أن التعددية السياسية ''تضع الشعب مرة أخرى أمام مسؤولياته في ممارسة حقه بكل سيادة في اختيار من يراهم أهلا للتعبير عن انشغالاته. وحضر افتتاح المؤتمر، العديد من الشخصيات الوطنية، و الوجوه السياسية، أبرزها محمد بتشين مستشار الشؤون الأمنية في عهد الرئيس السابق إليامين زروال، ورئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام، ومولاي قنديل مدير ديوان الرئيس بوتفليقة، و محمد تواتي، المستشار برئاسة الجمهورية ورئيس المجلس الدستوري بوعلام بسايح، بالإضافة إلى طاقم الحكومة. وشهدت كواليس المؤتمر، حديث بين مجاهدين، ''غضبوا'' حيال خلو كلمة الأمين العام، من عبارات ''تجرم الإستعمار''، على غير عادة سعيد عبادو الذي يعتبر من الشخصيات الثورية التي لا تفوت فرصة دون المرافعة على قانون تجريم الاستعمار، بينما غادر موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، القاعة غاضبا للسبب ذاته، وقال على الهامش أنه ''لا يعقل في مثل هاته المناسبة لا نجرم فيها الاستعمار. وقرأ وزير المجاهدين محمد شريف عباس، الرسالة التي بعث بها الرئيس بوتفليقة لقيادة المنظمة، دعا فيها المواطنين إلى الانتخاب بقوة، بينما أشار إلى أن المواطنة تتجلى في ''التزام كل المواطنين بتحمل مسؤولياتهم وأداء واجبهم الوطني وممارسة حقهم الدستوري بالمشاركة المكثفة في مختلف المواعيد الانتخابية المقبلة ابتداء من الانتخابات التشريعية معبرين عن اختيارهم الحر مدركين أن صوتهم مهم ومؤثر في صناعة القرار وتحديد المسار وفي حماية مكتسبات البلاد وتثمينها''. وتابع الرئيس بوتفليقة أن ''بلادنا انتقلت من الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية'' من خلال ''تحديث مؤسسات الجمهورية ودعم دولة الحق والقانون''. ويتوقع أن يزكي المؤتمرون البالغ عددهم 900، سعيد عبادو لعهدة أخرى، اليوم. ولم يتداول أي اسم مرشح لمنافسته، وسط المجاهدين، بينما قدم عبادو التقرير الأدبي، وقدم اقتراح يقضي ب''إنشاء مجلس أعلى للذاكرة ''وكذا إنشاء قناة تلفزيونية أو إذاعية تهتم بالجانب التاريخي والثقافي للجزائر.