تجاهلت المنظمة الوطنية للمجاهدين لدى افتتاحها أمس مؤتمرها الوطني الحادي عشر بقصر الأمم الحملة الفرنسية المعادية لثورة التحرير، فلم يصدر عن أمينها العام، سعيد عبادو، في كلمة الافتتاح التي ألقاها بالمناسبة أي رد على التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مسؤولون فرنسيون حول تجريم جيش التحرير، كما لم يبد إلى جانب وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، باسم المنظمة أي موقف من التصريحات التي أدلى بها الرئيس نيكولا ساكوزي حول عدم الاعتراف والتوبة، بل فضل اغتنام فرصة المؤتمر ليتحدث باسمها عن الانتخابات التشريعية، مفاجأ الأسرة الثورية التي كانت تترقب من المنظمة موقفا شجاعا على الأقل ليحسب لها بمناسبة الاحتفال بخمسينية عيد النصر والاستقلال، ليؤكد مرة أخرى أن المنظمة لاتزال متحزبة. فقبل يوم عن الذكرى، قال سعيد عبادو في مداخلة الافتتاح إن الانتخابات التشريعية تعد “ثمرة جهد مخلص واستشراف واعد من أجل تمكين البلاد من إصلاحات جذرية تؤهل مكونات الدولة لدخول مرحلة جديدة في مسيرتها تحقق عبرها طموحات الشعب والرقي السياسي والاجتماعي والازدهار الاقتصادي للبلاد”، وبدل أن يعيد فتح ملف تجريم الاستعمار الفرنسي ردا على الحملة الفرنسية المسيئة للثورة، راح عبادو يثمن حالة الانفتاح السياسي الذي تعرفه الجزائر من خلال إعادة فتح المجال لاعتماد أحزاب جديدة حين قال إن التعددية السياسية “تضع الشعب مرة أخرى أمام مسؤولية في ممارسة حقه بكل سيادة...”. ومثلما خلت كلمة الأمين العام لمنظمة المجاهدين من أي موقف مسؤول وشجاع تجاه فرنسا الاستعمارية، التي جاءت على شكل رد مختصر على رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى المنظمة، اكتفى وزير المجاهدين، محمد الشريف عباس، بإعادة قراءة رسالة الرئيس فقط دون الإدلاء بأي تصريح يصب في سياق ملف الماضي الاستعماري، ليكون بذلك مشاركا في الحملة الانتخابية المسبقة التي قادها زميله في حزب أحمد أويحيى، التجمع الوطني الديمقراطي، السعيد عبادو باسم المجاهدين الجزائريين.