أحكم مقاتلو ''حركة تحرير الأزواد'' السيطرة على المدن الثلاث الكبرى في شمال مالي، تومبوكتو وغاو وكيدال، وتقاسمت ثلاثة تنظيمات ما أسموه عمليات ''التحرير''، وهي حركة الجهاد والتوحيد القريب من ''القاعدة''، والتنظيم السلفي المعروف بحركة ''أنصار الدين''، وكذلك ''حركة تحرير الأزواد''. كانت مدينة تومبوكتو آخر المدن التي سقطت، بعد عملية مشتركة لقوات من الحركة الوطنية لتحرير أزواد ومجموعة من العرب، انتهت، أمس، وتمت السيطرة على تومبوكتو، وفقا لمصادر محلية نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية، دون اقتتال، بعد إحكام قبائل عربية السيطرة عليها. وهي قبائل من سكان المدينة، فاوضت مقاتلي ''تحرير الأزواد'' على دخول تومبوكتو دون إطلاق نار. وتقاسم تنظيمان آخران ''أعباء'' عمليات السيطرة على كبرى مدن الشمال، وترددت أنباء أن مقاتلين من التنظيم الإرهابي المسمى ''حركة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا''، المنشقة عن ''القاعدة''، هي التي تولت السيطرة على غاو، ويقود القوات ''سلطان ولد بادي''، مدعومين بعناصر من حركة ''أنصار الدين''. وكانت مدينة كيدال قد سقطت، الجمعة الماضي، في أيدي مقاتلي ''حركة أنصار الدين'' الأزوادية، بقيادة إياد غالي، وهي ثاني مدينة كبرى في إقليم أزواد يسيطر عليها مقاتلون سلفيون. وقالت حركة ''أنصار الدين'' إن مقاتلي الحركة تمكنوا، فجر الجمعة، من اقتحام مدينة كيدال في أقصى الشمال المالي، بعد أيام من حصارها. وقال المصدر إن قوات الحركة التي يقودها ''إياد غالي'' تمكنت من الدخول إلى وسط المدينة، وأسرت عددا من الجنود الماليين الذين كانوا يتحصنون داخلها. وقد تم التعرف على مصير القائد العسكري للمدينة ''الهجي غامو''، حيث نشرت ''حركة تحرير الأزواد''، في موقعها على الأنترنت، بيانا منسوبا للعقيد الهجي أغ غامو، قال فيه إنه قرر رفقة جميع القوات التابعة له، وبمعية 12 ضابطا بينهم خمسة عقداء، الانضمام رسميا إلى صفوف الحركة الوطنية لتحرير الأزواد. وكان الهجي أغ غامو، وهو ضابط في الجيش المالي ينتمي لقبائل التوارف، قد تحصن عدة أيام داخل مدينة كيدال، واشتبكت قواته مع مقاتلي حركة ''أنصار الدين'' الذين تمكنوا من طرده خارج المدينة والسيطرة عليها، واعتقال حوالي 60 عنصرا من قواته بينهم ضباط سامون. وقد وافقت المجموعة الانقلابية في مالي على المبادئ الأساسية للخروج من الأزمة، والتي تشترط العودة سريعا إلى النظام الدستوري. ونقلت مصادر إعلامية عن العقيد موسى سينكو كوليبالي، مدير مكتب رئيس المجموعة الانقلابية، قوله في ختام لقاء مع رئيس بوركينا فاسو، بليز كومباوري، الذي يقوم بدور وساطة في الأزمة المالية: ''بالنسبة إلى المبادئ الأساسية التي طلبت منا نقول إننا موافقون''. وقال العقيد موسى سينكو كوليبالي: ''لقد أجرينا محادثات مثمرة وبناءة مع السلطات، وأكد لنا الرئيس كومباوري استعداده للمضي نحو حل بناء يتيح العودة إلى نظام دستوري في مهلة سريعة نسبيا''. وعبر عن أمله في الوصول خلال مهلة سريعة نسبيا إلى تسوية تتيح جعل سلطات الدولة مقبولة من الجميع. ومن جهته، قال وزير خارجية بوركينا فاسو، جبريل باسولي، إنه سيتوجه على الفور إلى باماكو للقاء أمادو سانوغو، زعيم المجموعة الانقلابية. وضم الوفد ثلاثة ضباط برئاسة العقيد موسى كوليبالي والكابتن أداما ديارا والرائد أمادو كوناري، المتحدث باسم المجموعة الانقلابية. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها وفد من المجموعة الانقلابية الرئيس كومباوري الوسيط الذي عينته المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.