استأنفت، مساء أمس، بقاعة السينما جمال تشندرلي بتلمسان، العروض الشرفية الأولى لثلاثة أفلام وثائقية جديدة، أنتجت في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. كانت البداية بالعمل السينمائي الوثائقي''وشوشة الففارة'' للمخرج محمد يرقي، وتروي قصة ''الففارة''، وهي وسيلة سقي قديمة بالصحراء الجزائرية، تعود إلى عدة قرون. يحكى أن العرب القادمون من العراق أول من حفر الففارات، ما بين منطقتي توات وفورارة في الجنوب الغربي للجزائر، حيث تتقاطع الثقافات والطبوع الموسيقية من عادات الفلاحة والزرع إلى طقوس الحرب. حاول المخرج محمد يرقي على مدار الخمسين دقيقة، واستنادا لنص ماية سعيداني، وشهادات بليل رشيد وبيار أوقيار ومحمد بلغيت وسي مولاي صديق، وهي الشهادات التي استنطقها العمل، تسليط الضوء على هذا التراث اللامادي الذي تتميّز به المنطقة. وسيتم عرض ثاني عمل شرفيا للجمهور اليوم الثلاثاء، ويحمل عنوان ''قم ترى أندلسيا..''، للمخرج عبد النور زحزاح، تنفيذ الإنتاج مؤسسة ليث ميديا. يحكي الفيلم الوثائقي، على مدار ساعة من الزمن، قصّة الموسيقى العربية الأندلسية، والتي ارتبطت بتاريخ الجزائر، وتعتبر هذه الموسيقى، الغنية بألحانها ونصوصها، مكسبا تراثيا وثقافيا للجزائر، حيث أصبحت تمثل في مختلف أبعادها الهوية الثقافية الجزائرية، حسب الشهادات التي أوردها العمل. في حين سيكون الجمهور التلمساني مع موعد لإعادة اكتشاف طقوس وتقاليد عريقة من منطقة جبال بني سنوس الشامخة، في الجنوب التلمساني من خلال الوثائقي ''.. أيراد بني سنوس''، للمخرج نورالدين بن أحمد. ويقصد بالأيراد جلد الأسد، وارتبطت هذه الأسطورة برأس السنة الأمازيغية في منطقة بني سنوس، جنوبي تلمسان، ومناطق أخرى من الجزائر، وبتلك المشاهد الكرنفالية الاحتفالية بخصوبة الأرض وبطولة الرجال والنساء. وحاول فيه المخرج تقديم مقاطع التشابه بين احتفالية الأيراد في منطقة بني سنوس، ومناطق أخرى في الجزائر، مسلّطا الضوء أيضا على هذا التراث الذي أصبح ملهما للعديد من النصوص المسرحية والأعمال الفنية.