تلمسان - أقيم بالمركز الدولي للصحافة "رشيد بابا أحمد" لمدينة تلمسان العرض الأولي للفيلم الوثائقي "معالم وإرث تلمسان" من إخراج سعيد مهداوي. ويسلط هذا الفيلم الذي عرض سهرة أمس الأربعاء والمنتج في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011" الضوء طيلة 52 دقيقة على جزء من التراث المادي واللامادي لعاصمة الزيانيين باعتماد طريقة بيداغوجي بحتة. وقد تتبع المخرج في هذا العمل عودة فتاة أصلها من تلمسان إلى مسقط رأسها بعدما كانت تقطن بالجزائر العاصمة لمدة 13 عاما. وتجوب البطلة مختلف المواقع التاريخية مثل أضرحة "سيدي الداودي" و"سيدي يعقوب"و"لالا ستي"وبعض المساجد منها المسجد الكبير "سيدي إبراهيم المصمودي" و"سيدي بومدين". و هي معالم كانت تشكل كنزا تراثيا ثمينا توارثته تلمسان من مختلف المملكات التي تعاقبت على المنطقة. كما قامت الفتاة بجولة عبر أزقة المدينة القديمة لتلمسان خاصة حي القيصارية حيث توجد المحلات التجارية التي تعرض الألبسة التقليدية على غرار القفطان التلمساني والمنسوج ومنتجات أخرى طالما صنعت فخر تلمسان. كما يبرز الفيلم أيضا الموروث الشعري والموسيقي بإقحام أشعار لابن سهلة وابن مسايب وسعيد المنداسي من تقديم راوي بهدف التنويه بعبقرية هؤلاء الشعراء الذين أثروا مخزون موسيقى الحوزي. وحاول المخرج سعيد مهداوي تقديم رؤية جديدة حول هذا الموروث باللجوء إلى فنانين شباب من تلمسان يبدعون فى مجالات الرسم والتصوير والمسرح معبرين كل في اختصاصه على تمسكهم العميق بهذا الإرث الثري والمتنوع. وأشار المخرج خلال النقاش أن غنى وضخامة التراث المادي واللامادي لمدينة تلمسان ومنطقتها لا يمكن إبرازه في ظرف 52 دقيقة. و للتذكير تم عرض منذ انطلاق تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011" أكثر من ثلاثين فيلما وثائقيا وأفلام خيالية تتطرق إلى مختلف الجوانب التاريخية والثقافية والموسيقية والتراثية.