يتحدث علي عبدون في هذه الدردشة عن ظاهرة قل التطرق إليها من قبل الباحثين والأكاديميين ظاهرة أيراد والتي تعني الأسد لدى سكان مناطق بني سنوس في أعالي جبال تلمسان. لو تحدثنا عن معنى أيراد في سطور ؟ -أيراد ظاهرة ثقافية فنية، يحتفل بها أهالي بني سنوس في أعالي جبال تلمسان، احتفاء بالناير أو بدخول الموسم الجديد وهي موجودة إلى غاية يومنا هذا ومنذ ألاف السنين ،أيراد أو الأسد الذي يحمل رمزية في الموروث الجزائري. +لكن الملاحظ عدم التطرق لهذه الفكرة في التجربة المسرحية الجزائرية، هل هو غياب أم تغييب ؟ -في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات حاولنا تسليط الضوء على هذه التظاهرة وبدأنا الخوض في تجربة تأسيسية للحفاظ على هذا الموروث وتجديده وإخراجه من فضائه الداخلي إلى كافة أرجاء الوطن والملاحظ أن الاهتمام من قبل الباحثين موجود لكنه غائب لدى الممارسين في المسرح من مخرجين وممثلين ومؤلفين دون إهمال دور الإعلام في النشر والترويج لهذه الظاهرة الثقافية والفنية لأن وسائل الإعلام سواء المكتوبة أو السمعية البصرية لا تتحدث كثيرا عن هذه الظاهرة ولا تنظم حصص وملتقيات للتعريف بمورو ثنا الثقافي الداخلي جامعة وهران تحوي على تخصص بقسم الفنون الدرامية يدرس ظاهرة أيراد ويشهد إقبالا من قبل الباحثين، هل تجد أن هذه الخطوة +حجرة أساس للتأسيس لدراسات حول أيراد في الجامعة الجزائرية ؟ -نعم أنا أعتبر هذه الخطوة جيدة وستأتي بثمارها بعد تعاقب أجيال مهتمة بمورو ثنا الثقافي في الغرب كما الشرق الجزائري لكنه يبقى غير كافيا ومحورا في منطقة واحدة ونحن نبحث على توسيع دائرة البحث بغرض التعريف أكثر بالتراث الداخلي باعتبارك منشط ظاهرة أيراد ومؤسس المنتدى الايرادي ألا تفكر في تجسيد ظاهرة أيراد من الطقوس إلى الركح في عرض +مسرحي يعرض قريبا على الخشبة ؟ -نفكر في الخوض في تجربة مسرحية جديدة تتناول بالشرح والتحليل طاهرة أيراد وهذه التجربة تناقشنا فيها مطولا مع محافظ المهرجان أمحمد بن قطاف الذي أعطانا إشارة الانطلاق للبدء في تجسيد عمل مسرحي على مستوى عال من الاحترافية وسيكون جاهزا للدخول في غمار المنافسة في المهرجان المقبل . هذه السنة سجلت مشاركة قياسية في العديد من المهرجانات المحلية في المسرح المحترف من عضو في لجنة التحكيم في مهرجان +عنابة ثم بلعباس إلى عضو في المهرجان الوطني للمسرح المحترف ماذا أكسبتك هذه التجربة ؟ -اكتسبت الكثير كمشاهد لمعظم العروض المسرحية التي تم إنتاجها مؤخرا ودخلت المسابقة وأهم ما خرجت به من هذه الخبرة التي تضاف إلى رصيدي المسرحي هو وجود شباب هاو يقارب مستواه الاحتراف ،مولع بالمسرح إلى حد إدمانه ،يملك موهبة بالإضافة إلى الممارسة التي ستكونه أكثر كما أنني أفكر في توثيق هذه التجربة في كتاب تحليلي يلخص هذه التجربة .