يعود بنا المدرب عبد القادر عمراني الذي يشرف حاليا على العارضة الفنية لوداد تلمسان، إلى تاريخ بداية مسيرته الكروية التي كانت سنة 1969، عندما انضم إلى الفئات الصغرى لنادي حمام الأنف التونسي. يقول عمراني: ''لعبت في هذا النادي إلى غاية انضمامي لفريق الأكابر موسم 1977/1978 ثم انتقلت بعدها إلى ليبيا، أين لعبت في اتحاد طرابلس. وفي سنة 1979 دخلت الجزائر لأداء واجب الخدمة الوطنية ولعبت في فريق كازورال، الذي كان يشرف عليه المدرب عبد الحميد زوبا، علما أن هذا الأخير تعرفت عليه في ليبيا، عندما كان يشرف على فريق البيضاء''. وكانت لعمراني تجربة مع المنتخب الوطني العسكري، قبل أن يلتحق بوداد تلمسان في سنة 1980 ''الذي بقيت فيه إلى غاية 1987 تاريخ نهاية مشواري اثر إصابة بالغة تعرضت لها''. ويؤكد عمراني أنه انتقل بعد ذلك للعمل في الفئات الصغرى للوداد، حيث توّج مع الأواسط بكأس الجمهورية، وهو أول لقب يدخل مدينة تلمسان، ثم عمل مساعدا للمدربين مجاج ومهداوي. ليتحوّل إلى مدرب رئيسي لشباب المشرية، الذي حقّق معه نتائج فاقت كل التوقعات وخسر الصعود مع ترجي مستغانم لنقص الإمكانيات على حدّ تأكيده. ''أول لقب حققته مع الوداد كان ضد الحمراوة'' وأضاف محدثنا يقول: ''عدت بعد ذلك إلى الوداد، الذي حققت معه لقب كأس الجمهورية في موسم 1997 - 1998 على حساب مولودية وهران''. ومن ثم بدأت مغامرته في تدريب العديد من الأندية الجزائرية الأخرى، ويقول عمراني: ''يبقى أحسن رئيس تعاملت معه هو الرئيس الحالي لأولمبي الشلف عبد الكريم مدوار، الذي قضيت معه خمس سنوات وهو نفسه يعترف بالعمل الذي قمت به في فريقه وفي ظروف صعبة، لكن ما يميزه عن الآخرين أنه رئيس يفكر جليا قبل أن يتخذ أي قرار، وله نظرة بعيدة في التسيير وهو سر نجاحه حاليا مع الأولمبي''. ''بهمان يعتبر الرأس المدبر للكرة بتلمسان'' كما لم ينس أن يذكر محدثنا الرئيس السابق لوداد تلمسان رشيد بوراوي والرئيس الحالي يحلى، الذي قال عنه أنه تربطه به علاقة مميزة وبالنسبة للمدربين يذكر عمراني المدربين التونسيين عبد الرزاق العلوي ''الذي رسّم لي طريق الشهرة وكذا سلام بن قمرة وحميد زوبا وبهمان عبد القادر الذي يعتبر العقل المدبّر للكرة في تلمسان، فهو الذي تمكن من إحداث ثورة في النادي بعد عودته من العصامية وغرس تقاليد جديدة كانت مجهولة، كما أنه كان صارما في عمله ومحترفا فيه''. ''سر نجاحي هو إتقاني لعملي'' وعن سر نجاحه، قال عمراني: ''ليس هناك سر سوى العمل والإيمان بما أقوم به، وأعمل دائما على حضور جميع التربصات التي تقيمها الاتحادية الدولية والاتحادية الجزائرية، حيث أملك جميع الشهادات. وإلى جانب ذلك أسعى دائما إلى الاطلاع على المستجدات الجديدة في ميدان التدريب والاحتكاك مع الزملاء الآخرين والشيء الأساسي هو التكوين. وهنا يبقى لكل مدرب طريقته في العمل، وليس بالضرورة أن تكون مدربا لأنك لاعب قديم''. ''نقص التكوين ساهم في تراجع مستوى الوداد'' وواصل عمراني حديثه منتقدا الحالة التي آلت إليها مدرسة الوداد التي كانت تمثل دائما إحدى أحسن المدارس في التكوين وكانت تزوّد دائما فريق الأكابر بعدة لاعبين، بدليل أنه تخرّج على يده لاعبين موهوبين منهم من لعب للمنتخب الوطني وآخرين انضموا لأندية وطنية كبيرة منهم خربوش، هبري، مزاير، خريص، بلهواري وغيرهم، ''واليوم فقدت هذه المدرسة تقاليدها في التكوين خاصة هذا الموسم الذي اندثرت فيه الطاقات الشبانية، وهو ما جعلنا نجلب اللاعبين من خارج الولاية''. وعن الشحناء الموجودة بين فريقه ومولودية وهران، قال عمراني أنها أضحت أكثر عداوة، ''بعدما كانت تقتصر على التنافس على أرضية الميدان ولكن اليوم فإنها تحوّلت إلى ضغينة وحقد''. ويقول أيضا أنه كان دائما يدخل في صراعات كبيرة مع اللاعبين الكبار في البطولة، ''لأن منصبي فوق الميدان، كان يتطلب مني مراقبتهم وشلّ حركاتهم''. ''أحسن ذكرى تحقيق الصعود مع الوداد سنة ''1983 ويحتفظ عمراني بأحسن ذكرى في حياته الرياضية وهو تحقيق الصعود إلى القسم الأول مع وداد تلمسان سنة 1983 تحت إشراف المرحوم بهمان، في حين أن أسوأ ذكرى هو معاقبته لمدة أشهر بعد اعتدائه على لاعب سنة .1976