كشف الصحفي الفرنسي، بول بالطا، أن الرئيس الراحل هواري بومدين أفضى له قبل رحيله أنه لم يفكر يوما في تصفية الرئيس الأسبق أحمد بن بلة جسديا. وذكر بالطا أن المقربين من بومدين اعترفوا له بعجز الأطباء الروس عن علاجه، نظرا لعدم امتلاكهم الخبرة الطبية اللازمة. قال بول بالطا، الذي عمل كمراسل صحفي ليومية ''لوموند'' الفرنسية بالجزائر بين 1973 و1978، إن الرئيس بومدين رفض التوجه للعلاج في فرنسا، بسبب مواقف الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان المناهضة للجزائر. وقال بالطا، أمس، في ندوة صحفية نشطها خلال فعاليات المعرض الوطني الثامن للكتاب الذي تجري فعالياته حاليا بقصر المعارض بالصنوبر البحري، إن بومدين بدا منزعجا لما سأله ذات مرة عن وضعية الرئيس أحمد بن بلة الذي كان يتواجد حينها تحت الإقامة الجبرية بعد الإطاحة به في انقلاب جوان 1965، فرد على سؤاله قائلا: ''لم أكن أرغب يوما في تصفية بن بلة جسديا، كان بإمكاني فعل ذلك، لأترك الشعب يرغي مدة خمس سنوات، لينسوا ذلك بعد خمس سنوات أخرى. لم أفكر يوما في مثل هذا السلوك الذي يتعارض مع مبادئي. ثم أن بن بلة لا يوجد في السجن، بل تحت الإقامة الجبرية، وفي ظروف جيدة''. وعن سؤال حول إذا كان بومدين ديكتاتورا، رد بالطا قائلا: ''صحيح أن بومدين كان ميالا إلى الحكم المطلق، لكنه لم يكن ديكتاتورا. وإذا قارناه بكثير من الرؤساء العرب الذين أطاحت بهم الثورات العربية، فإننا نجده أحسن منهم بكثير، فقد مات ولم يترك في حسابه الخاص سوى ستة آلاف دينار. وكان يعتقد أن أموال الدولة لا يمكن التصرف فيها كأنها أموال خاصة''.