استمرار الاشتباكات في سوريا في ثاني يوم لبدء مهمة القبعات الزرق أكد وزير خارجية فرنسا، آلان جوبيه، أمس، خلال انعقاد اجتماع أصدقاء سوريا، على ضرورة التزام المجتمع الدولي بإنقاذ الشعب السوري و''الحزم'' في تطبيق العقوبات على النظام في سوريا. فيما تواصل بعثة المراقبين الدوليين عملها الميداني لثاني يوم، في انتظار وصول المزيد من المراقبين، على حسب ما ذكره نائب وزير خارجية روسيا، سيرغي ريباكوف، الذي أشار إلى أن بلاده ستشارك بوفد كبير من القبعات الزرق ضمن بعثة المراقبين. بالموازاة لاجتماع باريس، التقى أعضاء اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري في العاصمة القطرية الدوحة، من أجل مناقشة تطورات الوضع في سوريا بمشاركة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان، حيث جدد أمير دولة قطر مطلب بلاده بضرورة تقديم الدعم المادي للمعارضة السورية من أجل السماح لها بالتسلح، الأمر الذي اعتبرته الخارجية الروسية تحريضا على الحل العسكري وتقويضا للحلول السلمية. في هذه الأثناء، أعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها من الوضع في سوريا، بالرغم من التراجع النسبي لأعمال العنف. فقد قالت وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، أن بلادها تتابع تطورات الأوضاع في سوريا وتنتظر تقارير بعثة المراقبين، مؤكدة في سياق حديثها أن الإدارة الأمريكية لن تمانع في اللجوء إلى خيارات بديلة في حال التأكد من استمرار السلطات السورية في استعمال العنف لقمع المتظاهرين. وأبلغت الخارجية الصينية عن تغيير موعد استقبال وزير خارجية سوريا، وليد المعلم، ومن المنتظر أن يتباحث هذا الأخير مع مسؤولين صينيين، اليوم الأربعاء، مع الإشارة إلى أن المتحدث باسم الخارجية الصينية، هونغ لي، ذكر في بيان صحافي أن بلاده وإن تدعم المسار السلمي الذي بادر به كوفي عنان، فهي ترفض أي نوع من التدخل الخارجي في سوريا أو أي نوع من الحلول المفروضة من الخارج بالقوة. وهو ذات الموقف الروسي الذي دعا إلى ضرورة دعم المبادرة السلمية والكف عن الحديث عن ''الخيارات العسكرية''، على حد تعبير وزير الخارجية سيرغي لافروف. في سياق متصل، أشارت الصحافة السورية، الصادرة أمس، إلى أن هيئة التنسيق الممثلة لمعارضة الداخل قامت بأول اعتصام مناهض للنظام في العاصمة دمشق، أول أمس، دون تسجيل أي انتهاكات من طرف قوات الأمن النظامي. فيما أشار بيان للهيئة المعارضة إلى أن الاعتصام جاء ليجدد تمسك معارضة الداخل بالحلول السلمية بقدر تمسكها برفض بقاء النظام الحالي في الحكم، داعية إلى انتقال سلمي للسلطة وتفادي سيناريوهات الفوضى. من جانب آخر، قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، إن ما تتعرض له سوريا من محاولة انقلاب هو بسبب دعمها للمقاومة في كل من لبنان وفلسطين، مؤكدا أنه دعا المعارضة السورية في الخارج من أجل إرساء أرضية للحوار الوطني السوري، إلا أن الدعوة قوبلت بالرفض، ما جعل نصر الله يشير إلى أن هذه المعارضة ''ليست مستعدة لقبول الإصلاحات وكل ما تريده هو إسقاط النظام''. وجاءت تصريحات نصر الله في حوار أجراه معه مؤسس موقع ويكيليكس، جوليان أسانج، من لندن عبر ''الفيديو كونفيرانس'' لصالح قناة ''روسيا اليوم''. ميدانيا، تستمر تأكيدات لجان تنسيق الثورة السورية المحلية بشأن تواصل القصف المدفعي من طرف قوات الجيش النظام السوري في عدد من الأحياء بالمحافظات السورية، ما أسفر عن تسجيل قتلى وجرحى بالرغم من بدء القبعات الزرق عملها الميداني. فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن جماعات مسلحة تابعة للجيش الحر المنشق اشتبكت مع القوات النظامية، ما جعل الأمين العام للأمم المتحدة يدين انتهاك الطرفين للهدنة المتفق عليها.